للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١)}

«مر شاس بن قيس اليهودي على ملإ فيه المهاجرون والأنصار، فساءه تآلف قلوبهم واجتماعهم بعد قتالهم بالسيوف في يوم بعاث (١)، فجلس إليهم، وأنشد ما تقاولت به الأنصار في حروبهم، وما افتخرت به الأوس على الخزرج، والخزرج على الأوس، فغضب الفريقان، وأخذتهم الحمية، وقام بعضهم إلى بعض، وقال: السلاح السلاح، فسمع النبي صلّى الله عليه وسلم، فجاء إليهم، فوعظهم، وذكرهم وقال: «أتدعون بدعوى الجاهلية، وأنا بين أظهركم» فأصلح بينهم، فقاموا فتعانقوا وتباكوا، وعلموا أن تلك نزعة من الشيطان، ونزلت:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً} الآيتين» (٢).

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٥) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٠٧)}

{تِلْكَ آياتُ اللهِ}


(١) يوم بعاث: يوم معروف من أيام الأوس والخزرج، اقتتلتا فيه، وكان الظفر فيه يومئذ للأوس على الخزرج وقد تفاخر الأوس والخزرج ذات يوم بهذا اليوم وكادوا يقتتلون فخرج عليهم الرسول صلّى الله عليه وسلم مع نفر من أصحابه وقال لهم: يا معشر المسلمين الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بين قلوبكم. ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٣)، غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٧٨).
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٤/ ١٦)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ١٢٠، ١١٩) رقم (٢٣٢)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٧) لابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>