{يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} يعرضون عنها أو يمنعون الناس من سلوكها. {يَعْرِفُونَ كُلاًّ} من أهل السعادة والشقاوة. {بِسِيماهُمْ} أي: بعلامتهم من بياض الوجوه وسوادها أو غير ذلك. {وَنادى} أو وينادى أصحاب الأعراف {أَصْحابَ الْجَنَّةِ}. وقوله:{لَمْ يَدْخُلُوها} أي: المؤمنون المسلم عليهم. وقيل: هم أصحاب الأعراف، إذا قلنا هم أصحاب اليمين، أو هم الشهداء، أو أولاد المؤمنين، أو أولاد الكافرين الذين لم يبلغوا {تِلْقاءَ} أي: جهة.
{ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} يجوز أن تكون (ما) نافية، وأن تكون استفهاما بمعنى الإنكار.
{أَهؤُلاءِ} أشاروا به إلى فقراء الصحابة، كخبّاب وسلمان وبلال وابن مسعود.
{حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ} منعهم منها كقوله: {وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها}(١).
وجاءت:{وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ}{وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ}{وَنادى أَصْحابُ النّارِ} بلفظ الماضي؛ لأن أمور القيامة وغيرها من المستقبلات معلوم عنده علم يقين؛ لأن علم الله ليس فيه ماض ولا استقبال، فاختير لفظ الماضي؛ لأنه أدل على التحقيق في عرف استعمالنا.
{اِتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً} قيل: أراد به أعياد الكفار. وقيل: إن الرجل منهم كان يعبد الصنم فإذا رأى صنما أحسن منه ترك الأول {فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ} نجازيهم على نسيانهم بما أهملوا العمل للقاء يومهم هذا، وبكونهم بآيات الله يجحدون. {هُدىً وَرَحْمَةً} يجوز أن يكون مصدرا محذوف الفعل، وأن يكون مفعولا من أجله، ويجوز أن يكون حالا من