{وَإِنْ جَنَحُوا} وإن مالوا للصلح، والسلم يذكر ويؤنث. {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ} فإن كافيك الله. قوله:{وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} معطوف على اسم الله، أي: يكفيك الله، ويكفيك المؤمنون. وقيل: معطوف على الكاف، أي: حسبك الله وحسب المؤمنين الله، إلا أنه لا يلزم منه العطف على المضمر المجرور بغير إعادة الجار (١). وكان قد وجب في ابتداء الإسلام أن يصبر المؤمن في القتال لعشرة من الكفار، ثم نسخ ذلك ووجبت مصابرة الواحد لاثنين خاصة.
قوله:{بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} ما عند الله من ثواب الشهداء، فلا يهون عليهم بذل نفوسهم، وأما أنتم فترجون من الله ما لا يرجون.
لما جيء بالأسرى يوم بدر استشار الصحابة في أمرهم فأشار أبو بكر بأن يؤخذ منهم الفداء يستعين به المؤمنون، ولعل الله أن يهدي من هؤلاء الأسرى قوما، وقال عمر بن الخطاب: هؤلاء رأس الضلالة وحزب الكفر، قدمهم فاضرب أعناقهم، فأحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما قاله أبو بكر، وأخذ منهم الفداء، فعتب على ذلك، وأنزل الله - تعالى:{ما كانَ}