للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} اليهود والنصارى، حتى يقروا بلزوم الجزية والتزامها في كل حول. ولا يشترط أداؤها، لكن نزل الالتزام بمنزلة الأداء، وهو كقوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ} (١).

ولا يشترط التسليم، بل الالتزام مع طيب نفس المرضع كاف. {صاغِرُونَ} ذليلون.

قال الشافعي: الصغار جريان الإسلام عليهم (٢).

وقالت المراوزة (٣): فيه وجهان: أحدهما: ما ذكره العراقيون. والثاني: أن تؤخذ منه الجزية، وهو قائم والآخذ قاعد (٤)، ويأخذ بلهازمه ويضربه ضربة أو ضربتين، ويقول: أدّ الجزية يا عدو الله، وهذا واجب على أحد الوجهين. فعلى هذا لا يجوز التوكيل في أداء الجزية (٥).

{وَقالَتِ} طائفة من {الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} من نوّن عزيرا فلا إشكال عليه، ومن حذف التنوين (٦) منه فقيل هو تخفيف؛ كقوله: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ}


= هي المزاج فينعدم عند الموت فيستحيل إعادتها أو هي جوهر باق بعد فساد البنية فيمكن المعاد حينئذ".
ينظر تفصيل ذلك في: كتاب المواقف لعضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي - ط. دار الجيل - بيروت - الطبعة الأولى، ١٩٩٧ - تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة، معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد حكمي (٢/ ٧٧٩) ط. دار ابن القيم - الدمام - الطبعة الأولى ١٩٩٠ - تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر.
(١) سورة البقرة، الآية (٢٣٣).
(٢) ينظر: أحكام القرآن للشافعي (٢/ ٥٩ - ٦٠)، الأم للشافعي (٤/ ١٧٦) وعبارته: "فلم يأذن الله عز وجل في أن تؤخذ الجزية ممن أمر بأخذها منه حتى يعطيها عن يد صاغرا. قال: وسمعت رجالا من أهل العلم يقولون الصغار أن يجري عليهم حكم الإسلام وما أشبه ما قالوا بما قالوا لامتناعهم من الإسلام فإذا جرى عليهم حكمه فقد أصغروا بما يجري عليهم منه". ونقله عنه الماوردي في النكت والعيون (٢/ ١٢٩).
(٣) المراوزة - بالفتح وبعد الواو زاي: هي نسبة إلى المروزيين نسبة إلى مرو مثل المهالبة والمسامعة والبغاددة وهي محلة كانت ببغداد متصلة بالحربية خربت الآن كان قد سكنها أهل مرو فنسبت إليهم.
ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (٥/ ٩٦).
(٤) رواه الطبري في تفسيره (١٠/ ١١٠) عن عكرمة.
(٥) ينظر: الأم للشافعي (٤/ ٣٩٨)، المبسوط للسرخسي (٦/ ١٣٠)، المغني لابن قدامة (١٠/ ٦٢٠).
(٦) قرأ عاصم والكسائي "عزير" بالتنوين، وقرأ الباقون "عزير" بغير تنوين. تنظر في: إتحاف -

<<  <  ج: ص:  >  >>