الأصح. وقد احتج بعض من فضل الملك على البشر بأن هؤلاء النسوة لما عظّموا يوسف جعلوه ملكا، فدل على أن الملك أشرف وأفضل، وليس بحجة؛ لأن النسوة إنما رجحن يوسف من حيث الجمال والصورة، ونحن لا ندّعي أن البشر أحسن من الملائكة، بل ندعي أنه أفضل، والنسوة في بعد بعيد عن ذلك. {فَاسْتَعْصَمَ} فاستمسك بعصام التقوى.
{وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ} قدم اللام الموطئة للقسم على الشرط، فجاء الجواب للمتقدّم. {مِنَ الصّاغِرِينَ} الأذلاء. يجوز أن يكون {أَحَبُّ} من باب ما لا مشاركة فيه؛ كقوله - تعالى:
{أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}(١) ولا خير لأهل النار في مستقر ولا مقيل! ويجوز أن تكون من باب المشاركة، وتكون الإشارة بالمحبة إلى ما تقتضيه البشرية من الميل (٨٧ /أ) إلى مستحسنات الصور، وإن كانت العصمة الإلهية حافظة للنبي من ذلك.
{مِنَ الْجاهِلِينَ} من المقدمين على خلاف أمر الله غافلين عما توعد به من العقاب. {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} لدعائه {الْعَلِيمُ} بإخلاصه.