للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} (١).

قيل: من حلف بالله فقد أقسم جهد اليمين (٢).

{بَلى} وعد ذلك {وَعْداً عَلَيْهِ} الوفاء؛ لإخباره بوقوعه، يبعثهم {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} وليفضح الكفار بعلمهم أنهم كانوا كاذبين. {مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا} وأوذوا أذى أزعجهم إلى الإخراج {فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} هي المدينة (٣) ولما كان في ذلك أذى الكفار وإيلام لهم، قال: {لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} أي: لو علموا ذلك لما آذوا المؤمنين، وتقديم المجرور في قوله: {وَعَلى رَبِّهِمْ} للاختصاص. ولم يبعث الله رسولا إلا ذكرا لقوله: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً} {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} أصحاب الكتب القديمة (٤).

وقوله: {بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ} متعلق بفعل دل عليه {وَما أَرْسَلْنا} أي: أرسلناهم بالبينات والكتب. وقيل: متعلق ب‍ {نُوحِي إِلَيْهِمْ}، واحتج قوم منعوا نسخ الكتاب بالسنة بهذه الآية، فإنه جعله مبينا وليس المبطل مبينا ولا حجة فيه؛ لأن النسخ بيان انتهاء مدة الحكم (٥). التخوف: النقص قال الشاعر [من البسيط]:


(١) سورة القمر، الآية (٤٤).
(٢) ذكره النسفي في تفسيره (٣/ ١٥٣) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بلفظ: "من قال بالله فقد جهد يمينه".
(٣) رواه الطبري في تفسيره (١٤/ ١٠٧)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٥/ ١٣١) لابن المنذر عن الشعبي.
(٤) رواه الطبري في تفسيره (١٤/ ١٠٨) عن مجاهد.
(٥) قال العلامة العيني في عمدة القاري (١/ ٢٤٧): "قال الإمام فخر الدين الرازي: قطع الشافعي وأكثر أصحابنا وأهل الظاهر وأحمد في إحدى روايتيه بامتناع نسخ الكتاب بالسنة المتواترة، وأجازه الجمهور ومالك وأبو حنيفة - رضي الله عنهم ... " ثم قال عن هذه الآية:
"المراد بالتبيين: البيان ولا نسلم أن النسخ ليس ببيان فإنه بيان لانتهاء أمر الحكم الأول ولئن سلمنا أن النسخ ليس ببيان وأن المراد منه بيان العام والمجمل والمنسوخ وغيرهما لكن نسلم أن الآية تدل على امتناع كون القرآن ناسخا للسنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>