للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{الْحُسْنى} بدل منه {لا جَرَمَ} مضى في سورة هود (١) {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} بكسر الراء متجاوزون الحد، وبفتحها (٢) مقدمون إلى النار. {تَاللهِ} يمين مع تعجب {وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ} للبيان والهدى والرحمة. ومن قرأ {نُسْقِيكُمْ} فهو من سقاه إذا أعطاه شيئا يشربه، ومن ضم النون (٣)، فهو من أسقاه إذا جعل له شربا. وسئل بعضهم عن التوبة الخالصة فقال: هي كما ترى اللبن خالصا من الفرث والدم لا ترى فيه منهما أثرا.

{سَكَراً} وصف لفعلهم واتخاذهم، فلا يدل على حل ولا حرمة. وقيل: يدل على الحلّ لأن سورة النحل مكية والخمر إنما حرمت بالمدينة فيكون تحليلها من قبل مدلولا عليه بالكتاب.

{وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩) وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٧٠) وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٧١) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ (٧٣) فَلا تَضْرِبُوا لِلّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧٤) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٧٥)} {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ}


= (٦/ ٢٠)، تفسير القرطبي (١٠/ ١٢١)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٣٣٩)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٦١٤)، المحتسب لابن جني (٢/ ١١).
(١) سورة هود، الآية (٢٢).
(٢) قرأ نافع وحده "مفرطون" بكسر الراء، وقرأ الباقون "مفرطون" بفتح الراء.
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٦/ ٢٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٣٤٠)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٣٧٤)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٦١٤).
(٣) قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم "نسقيكم" بفتح النون، وقرأ الباقون "نسقيكم" بضم النون. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٥٠٧)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٣٤١)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٣٧٤)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٦١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>