للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (١٨) وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (٢٠) وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢)}

قيل: كانوا حين ضرب على آذانهم أعينهم مفتحة فظنهم الرائي أيقاظا {وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ} حتى لا تأكل الأرض لحومهم إذا استمروا عليها.

قيل: كانوا يقلبون في كل سنة مرة. وقيل: في كل سنة مرتين (١). وقيل: كانوا يقلبون في يوم عاشوراء وهذا مما لا دليل عليه (٢).

قوله: {باسِطٌ ذِراعَيْهِ} اسم فاعل بمعنى المضي، فقياسه ألا يعمل، لكنه حكاية حال ماضية (٣) والوصيد: الباب.

حكي: «أن معاوية بعث قوما يستطلعون خبرهم، فلما دخلوا من باب الكهف بعث الله


(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٧٣).
(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف (٢/ ٧٠٩).
(٣) يشترط جمهور النحاة لعمل اسم الفاعل أن يدل على الحال أو الاستقبال فإذا كان للمضي فلا يعمل، وأجاز ذلك بعض الكوفيين، كالكسائي. وفي هذا يقول ابن مالك:
كفعله اسم فاعل في العمل إن كان عن مضيّه بمعزل وأما في هذه الآية باسِطٌ ذِراعَيْهِ فإنها حكاية حال كما ذكر المصنف هنا، والمعنى: يبسط ذراعيه، بدليل ما قبله وهو وَنُقَلِّبُهُمْ ولم يقل "وقلبناهم".
وتنظر المسألة في: شرح الأشموني لألفية ابن مالك (٢/ ٥٦٢)، اللباب في علل البناء والإعراب للعكبري (١/ ٤٣٧)، همع الهوامع للسيوطي (٣/ ٥٣ - ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>