للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَما مَنَعَ النّاسَ} الإيمان إلا الاستهانة بما ذكّروا به من قصص الأولين. {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً} أي: معاينة {وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الرسل {بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا} ليبطلوا {بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي} وإنذاري محل هزء أو مهزوّا به، أو جعله نفس الهزء مبالغة، ولا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما} قدم من الأعمال السيئة حتى جعلته على شفا جرف من النار. الأكنة: جمع كنان؛ كراهة أن يفقهوا أو لئلا يفقهوا. والوقر بفتح الواو: هو الثقل في الأذن، وبكسرها الحمل {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} فيلزم من الغفران الرحمة؛ لأن الرحمة أعم والمغفرة جزء منها قد تحصل الرحمة بكشف الشدائد وسعة الرزق وبلوغ الآمال. {بَلْ} لمجازاتهم {مَوْعِدٌ} {مَوْئِلاً} أي: منجى.

{وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (٥٩) وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠) فَلَمّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١) فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (٦٢) قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً (٦٥) قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠) فَانْطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٢) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (٧٣) فَانْطَلَقا حَتّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤) قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥)}

{الْقُرى} عطف بيان أو صفة و {أَهْلَكْناهُمْ} الخبر، ويبعد أن يجعل {الْقُرى} خبرا عن {تِلْكَ} لقلة الفائدة فيه، وإن كان قد جاء مثله خبرا {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً} (١) {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا} (٢) فيه إشارة إلى معاجلتهم بالعقوبة. {وَجَعَلْنا} لوقت إهلاكهم موعدا.


(١) سورة هود، الآية (٧٢).
(٢) سورة النمل، الآية (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>