للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والروح لا يطلع البشر على حقيقتها، فلا يمكن الجواب، والمسألتان الأوليان يمكن الجواب (١١٥ /ب) فجاء المشركون إلى أهليهم فرحين، وجاءوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فقال:

غدا أجيب. ولم يقل: إن شاء الله، فتأخر جبريل عن النزول عليه بالوحي بضع عشرة ليلة، حتى قالت اليهود: ودع محمدا ربه وقلاه، فأنزل الله - تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ} (١) ونزل عليه قصة أهل الكهف {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} (٢) القصة إلى آخرها، وأنزل عليه {وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} (٣) القصة وأنزل عليه {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} الآية (٤) وأنزل عليه {وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى} (٥) وقال النبي صلّى الله عليه وسلم لجبريل: أبطأت عليّ، فأنزل الله - سبحانه وتعالى - حكاية عن مقالة جبريل: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ} الآية (٦).

{لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا} ما نصنعه في المستقبل {وَما خَلْفَنا} وما خلّفنا من الأعمال فحملناه على ظهورنا {وَما بَيْنَ ذلِكَ} الحال التي نحن عليها. وقيل: {لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا} أي: الأرض التي نستقبلها عند النزول من السماء {وَما خَلْفَنا} يعني: السماء إذا خلفناها خلف ظهورنا عند النزول {وَما بَيْنَ ذلِكَ} الهواء الذي بين السماء والأرض. ويبعد هذا الثاني قوله بعد ذلك: {رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما}.

{رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧) فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (٧٢)}


(١) سورة الكهف، الآية (٢٤).
(٢) سورة الكهف، الآية (١٣).
(٣) سورة الكهف، الآية (٨٣).
(٤) سورة الإسراء، الآية (٨٥).
(٥) سورة الضحى، الآيات (١ - ٣).
(٦) رواه البخاري رقم (٧٤٥٥، ٤٧٣١، ٣٢١٨)، وأحمد في المسند (٣٥٧، ٢٣٣، ١/ ٢٣١)، والترمذي رقم (٣١٥٨)، والطبري في تفسيره (١٦/ ٧٨)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦١١)، والواحدي في أسباب النزول (٣٠٩، ٣٠٨)، رقم (٦٠٦ - ٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>