للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإنني لا أثق إلا بعفوك ومغفرتك، فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد" كتب ذلك في كتاب وطبع عليه بطابع ولا يفتح إلى يوم القيامة وكان ممن اتخذ عند الله عهدا " (١).

{كَلاّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩)}

عبّر عن كتابة الحفظة بكتابته بنفسه فقال: {سَنَكْتُبُ} و {وَنَمُدُّ} يجوز أن يكون مستقبلا لعطفه على نكتب، ويجوز أن يكون غير معطوف عليه، وكذلك إذا وجدت مع أحد الفعلين ظرفا أو مجرورا وشبههما، فقلت: أعطيت زيدا يوم الجمعة درهما وعمرا دينارا يجوز أن يكون إعطاء عمرو يوم الجمعة وأن لا يكون. {وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ} من المال والولد {وَيَأْتِينا فَرْداً} مجرّدا عما كان يباهي به. {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً} طلبا للعز بهم، وقد قال الله - تعالى: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} (٢) (١١٧ /ب) وزادها هنا أن الذي قصدوه حصل نقيضه، وهو أنهم طلبوا العزة بعبادتهم لها، ويأتوا شفعاء لهم يوم القيامة فجاءوا بالضد من ذلك وصاروا أعداء لمن عبدهم وأنكروا عبادتهم.

الأز والهز: التحريك، أي: نزجهم إلى المعاصي إزجاجا. {إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ} أيام أعمارهم ونحصيها عليهم. وقيل: المراد: عدد الأنفاس. الوفد: الركبان، ويبعثون يوم القيامة ركبانا، كما يؤتى بالوفد الكرام، ويساق المجرمون سوق المجرم إذا قيد لسلطانه.


(١) رواه أبو داود رقم (٥٠٦٩)، والترمذي رقم (٣٥٠١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٢٣)، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي رقم (٦٩٣).
(٢) سورة فاطر، الآية (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>