للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥)}

{يُصْهَرُ} أي: يذاب. وقيل: ينضج. {الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} لا إله إلا الله.

وقيل: الإيمان. وقيل: القرآن. وقيل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. {وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ} قيل: هو لا إله إلا الله. وقيل: هو الإسلام.

{وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ} فقوله: {وَالْمَسْجِدِ} يريد به المحيط بالكعبة، وجعله للناس، أي: قبلة لهم ومنسكا للحج. وقيل: جعلناه للناس سواء في شرعية الطواف واستقبال القبلة. وقيل: الناس سواء في دور مكة لا يجوز بيعها وهو مذهب أبي حنيفة.

وقيل: الناس سواء في تحريم صيد الحرم وعضد شجره (١). والإلحاد: الميل عن الحق والباء في {بِإِلْحادٍ} زائدة؛ كزيادتها في قوله: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (٢).

قيل: ومن خواص الحرم: أنه يؤاخذ الإنسان بما يريد أن يفعله من المعاصي، فيؤاخذ بإرادتها، وظاهر الآية الأول، قال الشاعر في زيادة الباء [من الرجز]:

نحن بنو جعدة أصحاب الفلج ... نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج (٣)

أي: نرجو الفرج. الإلحاد بالظلم: الشرك بالله - تعالى - وقيل: هو استحلال الحرام فيه.

وقيل: هو احتكار الطعام بمكة.


(١) ينظر: المغني لابن قدامة (٣/ ٣٥١)، مغني المحتاج للشربيني (٢/ ٣٥).
(٢) سورة المؤمنون، الآية (٢٠).
(٣) البيت للنابغة الجعدي، ينظر في: أدب الكاتب لابن قتيبة (ص: ٥٢٢)، الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري (١/ ٢٦١)، خزانة الأدب للبغدادي (٩/ ٥٢٠)، رصف المباني (ص: ١٤٣)، شرح شواهد المغني (١/ ٣٣٢)، مغني اللبيب لابن هشام (١/ ١٨٥)، ملحق ديوان النابغة الجعدي (ص: ٢١٦)، النكت والعيون للماوردي (٣/ ٧٤) والفلج: موضع لبني نجدة بن قيس بنجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>