للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْبائِسَ الْفَقِيرَ} قيل: الفقير: الزّمن (١). وقيل: الفقير: الذي به ضر الجوع.

وقيل: الذي يستنكف (١٣٢ /ب) من مجالسته.

{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠)}

{تَفَثَهُمْ} التفث: مناسك الحج.

وقيل: حلق الرأس. وقيل: رمي الجمار. وقيل: إزالة الأجرام من تقليم ظفر وأخذ شعر واستعمال طيب. {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} طواف الركن، ويسمى طواف الإفاضة، ركن من أركان الحج، فمن تركه بقي على إحرامه إلى أن يأتي به، وأما طواف القدوم فسنة، كتحية المسجد إذا دخله بركعتين، وأما طواف الوداع ففيه قولان مشهوران للشافعي (٢).

وسمّي البيت عتيقا لأن الله - تعالى - أعتقه من استيلاء الجبابرة. وقيل: عتق من الغرق في الطوفان؛ لأن الله - تعالى - رفعه إلى سمائه قبل الطوفان. وقيل: لأنه قديم، وهو أول بيت وضع للناس، بناه آدم وأعاده إبراهيم عليه السّلام بعد الطوفان. قوله - تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ} أي: ففعل ما أمر به وانتهى عما نهي عنه.

قوله - تعالى: {إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} أي: تحريمه من المنخنقة والموقوذة وما بعدها.

وقيل: من البحائر والسوائب (٣). {الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} هو عبادتها، أي: اجتنبوا عبادة الأوثان. وقيل: معناه: اجتنبوا الأوثان، فإنها من الرجس.

{قَوْلَ الزُّورِ} قيل: هو الشرك. وقيل: هو شهادة الزور، وفي الحديث: «عدلت


(١) الزمن: ذو الزمانة والزمانة: العاهة. ورجل زمن أي: مبتلى بين الزمانة، والجمع: زمنون وزمنى ينظر: لسان العرب (زمن).
(٢) ينظر: الأم للشافعي (٢/ ٢٧٣)، بدائع الصنائع للكاساني (٢/ ٣٣٢)، المبسوط للسرخسي (٤/ ٣٤).
(٣) تقدم تعريف البحائر والسوائب في سورة الأنعام، الآية (١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>