(٢) قاله صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات، رواه البخاري رقم (٢٥٩٢)، ومسلم رقم (٣٣٥٣). (٣) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ١١٨): "قال القاضي عياض: قال المازري: أنكر بعض الناس كون الرجز شعرا لوقوعه من النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ وهذا مذهب الأخفش، واحتج به على فساد مذهب الخليل في أنه شعر. وأجابوا عن هذا بأن الشعر هو ما قصد إليه واعتمد الإنسان أن يوقعه موزونا مقفى يقصده إلى القافية، ويقع في ألفاظ العامة كثير من الألفاظ الموزونة ولا يقول أحد إنها شعر ولا صاحبها شاعر، وهكذا الجواب عما في القرآن من الموزون كقوله تعالى: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ وقوله تعالى: نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ولا شك أن هذا لا يسميه أحد من العرب شعرا لأنه لم تقصد تقفيته وجعله شعرا قال: وقد غفل بعض الناس عن هذا القول فأوقعه ذلك في أن قال الرواية أنا النبي لا كذب بفتح الباء. حرصا منه على أن يفسد الرواية فيستغني عن الاعتذار، وإنما الرواية بإسكان الباء. هذا كلام القاضي عن المازري. قلت (أي النووي): وقد قال الإمام أبو القاسم علي بن أبي جعفر بن علي السعدي الصقلي المعروف بابن القطاع في كتابه الشافي في علم القوافي: قد رأي قوم منهم الأخفش وهو شيخ هذه الصناعة بعد الخليل أن مشطور الرجز ومنهوكه ليس بشعر كقول النبي صلى الله عليه وسلم:" الله مولانا ولا مولى لكم "وقوله صلى الله عليه وسلم:" هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت "، وقوله صلى الله عليه وسلم:" أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب "وأشباه هذا. قال ابن القطاع: وهذا الذي زعمه الأخفش وغيره غلط بين، وذلك لأن الشاعر إنما سمي شاعرا لوجوه، منها: أنه شعر القول وقصده وأراده واهتدى إليه وأتى به كلاما موزونا على طريقة العرب مقفى، -