للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{(٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنّا لَذائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَيْناكُمْ إِنّا كُنّا غاوِينَ (٣٢) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَإِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧) إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (٣٨) وَما تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٩)}

ومن قوله: {يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ} إلى قوله: {اُحْشُرُوا} من كلام الله للملائكة.

{وَأَزْواجَهُمْ} أصنافهم: {وَما كانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} أصنامهم {فَاهْدُوهُمْ} فعرفوهم طريق النار، وأمر الله الملائكة أن يقفوهم ويبكتوهم، فخاطب الملائكة بقوله: {وَقِفُوهُمْ} ثم خاطبهم بقوله: {ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ} أي: لا ينصر بعضكم بعضا.

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} (١) بل قد استسلموا لأن يعذبوا. لما كانت اليمين أشرف العضوين فبها يتحالفون ويتعاقدون؛ سموها اليمنى، ومقابلتها الشؤمي؛ فقيل: {كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ} أي: عن الجهة المحمودة فتنهوننا عن النفقة في سبيل الله وما أشبهها من جهات الخير.

{بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} أي: أعرضتم من قبل أنفسكم. {وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ} تسلط (بل كنتم مختارين للطغيان) {فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنّا لَذائِقُونَ} العذاب {فَأَغْوَيْناكُمْ} فحببنا إليكم الغي على الفساد. {إِنّا كُنّا غاوِينَ} لتكونوا أمثالنا في الغي. {فَإِنَّهُمْ} الأتباع والمتبوعين {فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ} {إِنَّهُمْ كانُوا إِذا} سمعوا بكلمة التوحيد اشمأزوا. {وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} كقوله: {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} (٢).

{إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ (٤٦) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩)}


(١) سورة يس، الآية (٧٤).
(٢) سورة آل عمران، الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>