للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تَكْسِبُونَ (٢٤) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥) فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٣٢) وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤)}

وقوله: {مَثانِيَ} أي: ثنيت فيه القصص والأمثال والثناء على الله. وقيل:

{مَثانِيَ} أي: مشتملة على الثناء على الله بما هو أهله، ويجوز أن يكون نصبا على التمييز تقديره: متشابها مثاني؛ كقولك: رأيت رجلا حسنا شمائل، وإنما كررت القصص والمواعظ؛ لأنها إذا كررت كانت أوقع لها في النفس وأجدر بالقبول، وعدي {تَلِينُ} ب‍ {إِلى} في قوله: {إِلى ذِكْرِ اللهِ} أي: تنقاد إليه؛ ضمنها فعلا يتعدى ب‍ {إِلى} {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ أَفَمَنْ يَتَّقِي} محذوف الخبر؛ كما في نظائره. والخائف من الضرب إذا استقبل بالسيف مسلولا اتقاه بيده، وأما في الآخرة فالمعذبون مغلولة أيديهم إلى أعناقهم، فيتقي بوجهه بعد أن كان يتقي عن وجهه. وقيل: المراد بالوجه الجملة. وقالت لهم الخزنة: {ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}.

{قُرْآناً عَرَبِيًّا} حال مؤكدة؛ كقولك: جاءني رجلا صالحا، ويجوز أن ينتصب على المدح. {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} بريئا من التناقض والاختلاف، أي: ليس فيه اعوجاج قط. وقال الشاعر [من البسيط]:

وقد أتاك يقين غير ذي عوج ... من الإله وقول غير مكذوب (١)

{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ} (٢) لجماعة شتى أحوالهم، ومقاصدهم مختلفة كل واحد (٢٣١ /ب) منهم يريد من ذلك العبد خدمة تامة، ومتى تأخر بعض


(١) ينظر البيت في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤٢٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٤)، الكشاف للزمخشري (٤/ ١٢٥).
(٢) في الأصل بدل هذه الآية قوله تعالى: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً وهي الآية (٧٥) من سورة النحل والمثبت هي الآية المقصودة هنا في سورة الزمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>