للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (٥٩) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٦٠)}

ضرب الأعمى والبصير مثلا للمحسن والمسيء. {لا يُؤْمِنُونَ} لا يصدقون بالساعة.

{اُدْعُونِي} اعبدوني، والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن، ولذلك قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي} ولم يقل: عن دعائي. والاستجابة: الإجابة. وقيل: معناه:

اعبدوني أثبكم. وعن الحسن: أنه سئل عن هذه الآية؟ فقال: اعملوا وأبشروا فإن حقا على الله أن يستجيب للذين آمنوا (١). وقيل للثوري: أندعو الله؟ فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء (٢). وفي الحديث: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (٣).وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" وتلا هذه الآية (٤). ويجوز أن يراد ظاهر اللفظ، وأن الدعاء نوع من العبادة (٢٣٨ /ب) وعن كعب "أعطى الله هذه الأمة ثلاثا لم يعطهن إلا الأنبياء: قال للنبي: أنت شاهدي على خلقي، وقال لهذه الأمة:

{لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ} (٥) وكان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ما عليك من حرج، وقال لهذه الأمة: {ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} (٦) وكان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ادعني أستجب لك وقال لهذه الأمة: {اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٧).


(١) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ١٦١)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٠٢) لسعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٧٩) عن سفيان رحمه الله.
(٣) رواه الترمذي رقم (٢٩٢٦) وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (١٣٣٥).
(٤) رواه أحمد في المسند (٤/ ٢٦٧)، وأبو داود رقم (١٤٧٩)، والترمذي رقم (٢٩٦٩)، وابن ماجه رقم (٣٨٢٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٧٩١)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (٢٣٧٠).
(٥) سورة البقرة، الآية (١٤٣).
(٦) سورة المائدة، الآية (٦).
(٧) الآية (٦٠) من سورة غافر، والأثر ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ١٧٥) عن كعب، ورواه الطبري في تفسيره (١٧/ ٢٣٠٨) عن مجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>