للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ثم استقاموا فعلا كما استقاموا قولا. وعنه: أنه سألهم عنها، فقالوا: لم يذنبوا فقال: حملتم الأمر على أشده؛ فقالوا: فما تقول؟ قال: لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان " (١).وعن عمر قال: استقاموا على الطريقة ولم يروغوا روغان الثعالب (٢). وعن عثمان: أخلصوا العمل (٣). وعن علي: أدوا الفرائض (٤).

وروي أن سائلا قال: يا رسول الله، مرني بعمل أعتصم به؛ فقال:" قل آمنت بالله ثم استقم، قال: فقلت: ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه فقال: هذا " (٥). {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} عند الموت بالبشرى. وقيل: للبشرى في ثلاث مواطن: عند الموت، وفي القبر، وإذا قاموا من قبورهم. أن مخففة من الثقيلة، أو بمعنى أي، والخوف: غم يلحق لتوقع المكروه، والحزن: غم يلحق على أمر قد فات.

وقيل: لا تخافوا على ما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم. {تُوعَدُونَ} يتمنون، والنزل: رزق النزيل، وهو الضيف، وانتصابه على الحال.

{نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) وَإِمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦) وَمِنْ}


(١) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ١١٥)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٢٢) لابن راهويه وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٤/ ١١٥)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٢٢) لابن المبارك وسعيد ابن منصور وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٣) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ١٩٩) عن عثمان رضي الله عنه.
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ١٩٩) عن علي رضي الله عنه بهذا اللفظ. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٢٢) لابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنها بنحو هذا.
(٥) السائل هو الصحابي: سفيان بن عبد الله الثقفي، والحديث رواه مسلم في صحيحه رقم (٥٥)، والترمذي رقم (٢٣٣٤)، وأحمد في المسند رقم (١٤٨٦٩)، وابن ماجه رقم (٣٩٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>