للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاطمة وابناهما" (١).وقيل: لم يكن (٢٤٦ /أ) بطن من قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مدخل فيه، والمعنى: أن تودوني في قرابتي، أي: لأجلها؛ كقولك: الحب في الله والبغض في الله، وإذ قد أبيتم ذلك فاحفظوا حقّ القربى ولا تميلوا كل الميل وقيل: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال جمعوه، وقالوا: يا رسول الله قد هدانا الله بك، وأنت ابن أخينا وتعروك نوائب وليس لك مال تصرفه فيها؛ فاستعن بهذا المال على ما ينوبك، فنزلت ورده (٢). وقيل: {الْقُرْبى} التقرب إلى الله؛ أي: لا تحبوا إلا الله ورسوله.

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٢٥)}

{وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً} هي مودة آل رسول الله صلى الله عليه وسلم والظاهر شمول كل حسنة، لكنها لما جاءت عقيب المودة في القربى صار كأن الآية نزلت فيهم خاصة.

والشكور في صفة الله مجاز، ومعناه الاعتداد بالطاعة وتوفية الثواب. {أَمْ} منقطعة للتوبيخ، والمعنى: أتضيفون إلى النبي الافتراء على الله؟ وإنما يقع ذلك ممن ختم على قلبه، والنبي صلى الله عليه وسلم قد سطعت أنوار هدايته كما تقول لمن استخان شخصا، وزعم أنه أكل ماله والشخص بريء فيقول: إن كان الله ختم على قلبي أو منعت النظر إلى الصواب واعتماد فعله، وإنما يريد استبعاد أن يخون مثله. ومن عادة الله محو الباطل؛ يعني: لو كان كما يزعمون لغلب الحق على باطله فدمغه فهلك، ويجوز أن يكون ذلك وعدا بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعيه وخذلان الكفرة وإخزائهم.

{إِنَّهُ عَلِيمٌ} بما في صدرك وصدورهم؛ فهو يجري الأمر على ما تقتضيه حكمته. وقال


(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير (٣/ ٤٧)، ونسبه له الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٠٣) من رواية حرب ابن الحسن الطحان عن حسين الأشقر عن قيس بن الربيع، وقال الهيثمي: وقد وثقّوا كلهم وضعفهم جماعة وبقية رجاله ثقات. ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٤٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال: بسند ضعيف.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٥/ ٢٥)، وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٣٤٧) لابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس رضي الله عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>