للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحال فيصير الانتصار مندوبا إليه، وذلك إذا أريد به قطع مادة الفتنة.

روي أن زينب أسمعت عائشة كلاما يؤلمها فقالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليّ ثم أشار إلى عائشة أن دونك فانتصري؛ ففعلت (١).

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (٤٤) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (٤٥) وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦) اِسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (٤٨) لِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)}

{خاشِعِينَ} ذليلين، وقد تعلق {مِنَ الذُّلِّ} ب‍ "خاشعين" ويوقف على " خاشعين".

{مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} أي: يبتدئ نظرهم بحركة أجفانهم حركة خفيفة؛ كما ترى المصبور (٢) ينظر إلى (٣) السيف. وقيل: يحشرون عميا فلا ينظرون إلا بقلوبهم وهو بعيد

{يَوْمَ الْقِيامَةِ} إما أن يتعلق ب‍ {خَسِرُوا} ويكون {قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ} واقعا في الدنيا.

{لا مَرَدَّ لَهُ} لا يرده الله بعد ما حكم به، أو من صلة {يَأْتِيَ} أي: يأتي من الله ما لا مرد له بعد حكمه به. والنكير: (٢٤٨ /أ) الإنكار، أي: ما لكم من مخلص، ولا تقدرون أن تنكروا شيئا مما اقترفتموه ودوّن في صحائف أعمالكم.


(١) رواه أحمد في المسند (٦/ ٩٣)، وابن ماجه رقم (١٩٨١) عن عائشة رضي الله عنها.
(٢) المصبور: يقال: صبره عن الشيء يصبره صبرا حبسه، والصبر: نصب الإنسان للقتل فهو مصبور. ينظر: لسان العرب (صبر).
(٣) في الأصل: من، والمثبت كما في الكشاف للزمخشري (٤/ ٢٣١) وهو الأنسب للمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>