(٢) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢٣٦:٧) ونسبه لابن المنذر. (٣) رواه الطبري في تفسيره (٢٦/ ٦) وروى الطبري عن الحسن البصري قال في هذه الآية: "أما في الآخرة فمعاذ الله، قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ولكن قال وما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا أخرج كما أخرجت الأنبياء قبلي أو أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم أمتي المكذبة أم أمتي المصدقة أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا أم مخسوف بها خسفا ثم أوحي إليه: وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ يقول: أحطت لك بالعرب أن لا يقتلوك فعرف أنه لا يقتل ثم أنزل الله عز وجل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً يقول أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان ثم قال له في أمته: وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبره الله ما يصنع به وما يصنع بأمته". ثم قال الطبري في تفسيره (٢٦/ ٨): "وأولى الأقوال في ذلك بالصحة وأشبهها بما دل عليه التنزيل القول الذي قاله الحسن البصري، وإنما قلنا ذلك أولاها بالصواب؛ لأن الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية والخبر خرج من الله عز وجل خطابا للمشركين وخبرا عنهم وتوبيخا لهم واحتجاجا من الله تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم عليهم، فإذا كان ذلك كذلك فمعلوم أن هذه الآية أيضا سبيلها سبيل ما قبلها وما بعدها في أنها احتجاج عليهم وتوبيخ لهم أو خبر عنهم. وإذا كان ذلك كذلك فمحال أن يقال للنبي صلى الله عليه وسلم قل للمشركين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة وآيات كتاب الله عز وجل في تنزيله ووحيه إليه متتابعة بأن المشركين في النار مخلدون والمؤمنون به في الجنان منعمون وبذلك يرهبهم مرة ويرغبهم أخرى ولو قال لهم ذلك لقالوا له: فعلام نتبعك إذن وأنت لا تدري إلى أي حال تصير غدا في القيامة إلى خفض ودعة أم إلى شدة وعذاب؟ وإنما اتباعنا إياك إن اتبعناك وتصديقنا بما تدعونا إليه رغبة في نعمة -