إن امرءاً أمة حبلى تدبره ... لمستضام سخين العين مفؤود.
خ من علم الأسود المخصي مكرمة ... أقومه البيض أم آباؤه الصيد.
خ أم أذنه في يد النخاس دامية ... أم قدره وهو بالفلسين مردود.
خ وذاك أن الفحول الفحول البيض عاجزة ... عن الجميل فكيف الخصية السود.
فتى زان في عيني أقصى قبيلة ... وكم سيد في حلة لا يزينها.
وما كل منة قال قولا وفي ... وما كل من سيم خسفا أبى.
ولابد للقلب من آلة ... ورأي يصدع صم الصفا.
وكل طريق أتاه الفتى ... على قدر الرجل فيه الخطى.
خ لقد كنت أحسب قبل الخصي أن الرؤوس محل النهى.
خ فلما نظرت إلى عقله ... رأيت النهى كلها في الخصى.
ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما ل يرى.
خ الحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع.
خ إني لا أجبن من فراق أحبتي ... وتحس نفسي بالحمام فأشجع.
خ ويزيدني غضب الأعادي قسوة ... ويلم بي عتب الصديق فأجزع.
تصفو الحياة لجاهل أو غافل ... عما مضى فيها وما يتوقع.
ولمن يغالط في الحقيقة نفسه ... ويسومها طلب المحال فتطمع.
أين الذي الهرمان من بنيانه ... ما قومه ما يومه ما المصرع.
بأبي الوحيد وجيشه متكاثر ... يبكي ومن شر السلاح الأدمع.
وإذا حصلت من السلاح على البكا ... فحشاك رعن به وخدك تقرع.
خ قبحا لوجهك يا زمان فإنه ... وجه له من كل قبيح برقع.
ومن ضاقت الأرض على نفسه ... حرى أن يضيق بها جسمه.
تسود الشمس منا بيض أوجهنا ... ولا تسود بيض العذر والمم.
وكان حالهما في الحكم واحدة ... لو احتكمنا من الدنيا إلى حكم.
خ حتى رجعت وأقلامي قوائل لي ... المجد للسيف ليس المجد للقلم.
توهم القوم أن العجز قربنا ... وفي التقريب ما يدعو إلى التهم.
خ ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.
هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم.
ولا تشك إلى خلق فتشتمه ... شكوى الجريح إلى العقبان والرخم.
وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم.
غاض الوفاء فما تلقاه في عدة ... وأعوز الصق في الإخبار والقسم.
إن أوحشتك المعالي ... فإنها دار غربة.
كدعواك كل يدعي صحة العقل ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل.
دريني أنل مالا ينال من العلي ... فصعب العلي في الصعب والسهل في السهل.
خ تريدين لقيان المعالي رخيصة ... ولابد دون الشهد من إبر النحل.
وليس الذي يتبع الوبل رائدا ... كمن جاءه في داره رائد الوبل.
وما أنا ممن يدعي الشوق قلبه ... ويحتج في ترك الزيارة بالشغل.
تحاذر هزل المال وهي ذليلة ... وأشهد أن الذل شر من الهزل.
قد كنت أحذر بينهم من قبله ... لو كان ينفع حاذرا أن يحذرا.
إن في الموج للغريق لعذرا ... واضحا أن يفوته تعداده.
ما سمعنا بمن أحب العطايا ... وأشتهي أن يكون فيها فؤاده.
خ وغيظ على الأيام كالنار في الحشا ... ولكنه غيظ الأسير على القد.
خ وليس حياء الوجه في الذئب شيمة ... ولكنه من شيمة الأسد الورد.
خ يعللنا هذا الزمان بذا الوعد ... ويخدع عما في يديه من النقد.
كل جريح ترجى سلامته ... إلا فؤادا دهته عيناها.
وخل زيا لمن يحققه ... ما كل دام جبينه عابد.
لابد للإنسان من ضجعة ... لا تقلب المضجع عن جنبه.
ينسى بها ما كان من عجبه ... وما أذاق الموت من كربه.
نحن بنوا الموتى فما بالنا ... نعاف ما لابد من شربه.
تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هي من كسبه.
لو أفكر العاشق في منتهى ... حسن الذي يسبيه لم يسبه.
لم ير قرن الشمس في شرقه ... فشكت الأنفس في غربة.
يموت راع الضان في جهله ... ميتة جالينوس في طبه.
خ وربما زاد على عمره ... وزاد في الأمن على سربه.