وقول بعضهم:
وهت عزماتك عند المشيب ... وما كان من حقها أن تهي
وأنكرت نفسك لما كبرت ... فلا هي أنت ولا أنت هي
وقول أبي الفضل الميكالي:
لنا صديق له حقوق ... راحتنا في أذى قفاه
ما ذاق من كسبه ولكن ... أذى قفاه أذاق فاه
ومن لطيفه قول ابن القيسراني في مدح خطيب:
شرح المنبر صدرا ... لتلقيك رحيبا
أترى ضمخ طيبا ... منك أم ضم خطيبا
وقول بعضهم في دوبيت:
هذا زمن الربيع والكاسب فيه ... من نادمه الحبيب والكأس بفيه
والغبن نصيب كل من نمس فيه ... والدهر يقول كل من نم سفيه
وقول الصفي الحلي فيه:
العيد أتى ومن تعشقت بعيد ... ما أصنع بعد منية القلب بعيد
ما العيش كذا لكن من عاش رغيد ... من غازل غزلانا ومن عاشر غيد
وأما بيت بديعيته فهو: فقد ضمنت وجود الدمع من عدم=لما جرى من عيوني إذ وشى ندمي قال ابن حجة: هذا البيت فيه الجناس الملفق على الصنعة، وتسميته على الشروط المذكورة، ولكن عجزت لعقادة تركيبه عن الطيران بأجنحة الفهم من أن أحوم له على معنى. ونظرت بعد ذلك في شرحه، فوجدته قد قال: إن لفظة (ملفق) صفة للجار والمجرور في قولي (فحي سلمى وسل ما ركبت بشذا) ، يعني أن الشذا الذي أطلقته سلمى أمام الحي، كان ملفقاً، انتهى. قال بعضهم: وهذا الحل برسام حاد.
وبيت ابن حجة قوله:
ورمت تلفيق صبري كي أرى قدمي ... يسعى معي فسعى لكن أراق دمي
ولا يخفى أن معنى هذا البيت لا يرجع إلى طائل بل هو من السخافة على جانب، وقد استسمن منه ناظمه ذا ورم، ونفخ في غير ضرم على جاري عادته في نظمه ونثره، والمرء مفتون بولده وشعره.
وبيت الشيخ عبد القادر الطبري:
لفقت عزمي للقيام أفوز به ... لكن أرى قدمي سعياً أراق دمي
أقول: استعارة التلفيق للعزم للقيا الأحباب غير لائقة بالمحب الصادق وأين هو من قول الآخر:
وركبت للأهوال كل عظيمة ... شوقاً إليك لعلنا أن نلتقي
أو قول الآخر:
يا ليل ما جئتكم زائراً ... إلا وخلت الأرض تطوي لي
ولا انثنى عزمي عن بابكم ... إلا تعثرت بأذيالي
وبيت بديعيتي قولي:
بانوا فهان دمي عندي فها ندمي ... على ملفق صبري بعد بعدهم
ألفاظ هذا البيت ومعناه من الوضوح بحيث لا يفتقر إلى التصدي لشرحه، وأما انسجامه وحسن معناه فموكول إلى ذوق الناظر وأنصافه، فلا حاجة إلى تعداد أوصافه.
وبيت شرف الدين المقري قوله:
قد كلمتني النوى وكل متني من وخدٍ هرى قدمي حتى هراق دمي
ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به.
[الجناس المذيل واللاحق]
وذيل الدم دمعي يوم فرقتهم ... وراح حبي بلبي لاحقاً بهم
من أنواع الجناس: المذيل واللاحق.
أما المذل فهو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفاً في آخره، فصار له كالذيل كقول أبي تمام:
يمدون من أيدٍ عواص عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضبِ
عواص جمع عاصية من عصاه: ضربه بالعصا. وعواصم من عصمه: حفظه وحماه. وقواض من قضى عليه: حكم. وقواضب من قضبة: قطعه.
وقول الملك الأفضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين يوسف:
أما آن للسعد الذي أنا طالب ... لإدراكه يوماً يرى وهو طالبي
ترى هل يريني الدهر أيد شيعتي ... تمكن يوماً من نواصي النواصب
وقول المعتمد بن عباد وقد كتب به إلى صاحب له يدعوه إلى مجلس أنس:
أيها الصاحب الذي فارقت عي ... ني ونفسي منه السنا والسناء
نحن في المجلس الذي يهب الرا ... حة والمسمع الغنى والغناء
تتعاطى التي تنسي من اللذ ... ة والرقة الهوى والهواء
فأته تلق راحة ومحيا ... قد أعدا لك الحياة والحياء
وقول ابن المشرف المارديني من قصيدة:
هلال في بروج السعد سار ... غزال في مروج العز سارح
وقول محمد بن أحمد اليوسفي:
فيا يومها كم من مناف منافق ... ويا ليلها كم من مواف موافق
وقول أبي الحسن محمد بن طلحة: وللمجد أعلام سوام سوابغ=إليه وأقدام رواس رواسب وقول المعري:
ورب مساتر بهواك عزت ... سرائره وكل هوى هوان
وقولي في مطلع قطعة خمرية: