المين من أترابه والدين من ... أضدادها والهم من حلفائها.
لا تأسفن لها فإن نعيمها ... كشقائها وسقامه كشفائها.
تلقى مناياها النفوس بقوة ... حتى تكون الأسد من ضعفائها.
ومنه قوله أيضاً:
وعند الليالي عادة مستمرة ... من الجور في بعد من الأرض أو أقرب.
تصد عليا عن تراث محمد ... وتدعوا زيادا في ملوك بني حرب.
ومنه قوله أيضاً:
لا تطلبن بآلة لك رفعة ... قلم البليغ بغير حظ مغزل.
سكن السما كان السماء كلاهما ... هذا له رمح وهذا أعزل.
ومنه قوله أيضاً: ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة=وحق لسكان البسيطة أن يبكوا.
يحطمنا صرف الزمان كأننا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك.
قيل: هذا البيت يشهد بأنه كان دهريا، ولعله رجع عن ذلك بقوله في مرثية:
ضل الذي قال البلاد قديمة ... بالطبع زعما والأنام كنبتها.
وللأبيوردي في بعض أهل عصره من كان يستعمل هذا النوع كثيرا:
شعر المراغي وحوشيتهم ... كعقله أسلمه أسقمه.
يلزم ما ليس له لازما ... لكنه يترك ما يلزمه.
ولمؤلفه عفا الله عنه في نحو ذلك:
وشاعر قريضة ... من كل حسن معدم.
لم يلتزم شيئا سوى ... لزوم ما لا يلزم.
وبيت بديعية الصفي قوله:
من كل مبتدر للموت مقتحم ... في مأزق بغبار الخيل ملتحم.
وبيت بديعية ابن جابر قوله:
وميل سمعي لنيل القرب من شيمي ... وسيل دمعي بذيل الترب كالديم.
وبيت بديعية الموصلي قوله:
لي التزام بمدحي خير معتصم ... بربه وارتباط غير منفصم.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
لأن مدح رسول الله ملتزمي ... فيه ومدحي سواه ليس من لزمي.
وبيت بديعية المقري قوله:
تطول إن عرضت في كل منهزم ... بها الموالي وينجو كل ملتزم.
وبيت بديعية العلوي قوله:
ونال عزا وفضلا غير منفصم ... وخصه الله بالنعماء والعصم.
وبيت بديعيتي قولي:
إن التزامي في ديني بجدهم ... مازال يفعم قلبي صدق ودهم.
ولم أقف على بيت السيوطي في هذا النوع. وأما الطبري فلم ينظمه، والله أعلم.
[المزاوجة.]
إذا تزاوج إثمي فاقتضى نقمي ... حققت فيهم رجائي فاقتضى نعمي.
المزاوجة: ويقال: التزاوج، هو أن يتزوج المتكلم بين معنيين في الشرط والجزء، أي يجعل معنيين واقعين في الشرط والجزاء مزدوجين في أن يرتب على كل منهما معنى رتب على الآخر.
كقول البحتري:
إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر.
زواج بين نهي الناهي، وأصاختها إلى الواشي، الواقعين في الشرط والجزاء، في أن رتب عليهما لجاج لشيء.
ومثله قوله أيضاً:
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها.
زواج بين الاحتراب وتذكر القربى الواقعين في الشرط والجزاء، في ترتيب فيضان شيء عليهما.
قال السع التفتازاني في شرح التلخيص: ومن تتبع الأمثلة المذكورة للمزاوجة علم أن معناها ما ذكر، لا ما يسبق إلى الوهم من أن معناها من أن يجمع بين معنيين في الشرط ومعنيين في الجزاء، كما جمع بين الشرط بين نهي الناهي ولجاج الهوى، وفي الجزاء بين أصاختها إلى الواشي ولجاج الهجر، إذ لا يعرف أحد يقول بالمزاوجة في مثل قولنا: إذا جاءني زيد فسلم علي أجلسته فأنعمت عليه. انتهى.
وقال في شرح المفتاح: وقيل: معنى المزاوجة أن يجعل معنى لازما للشرط، ثم يجعل معنى مقارنا له في الجزاء، كما جعل لجاج الهوى به لازما للشرط الذي هو نهي الناهي، ثم جعل لجاج الهجر مارنا له في الجزاء الذي هو الإصاخة إلى الواشي. انتهى.
وبيت بديعة الصفي قوله:
ومن إذا خفت من الحشري وكان له ... مدحي نجوت فكان المدح معتصمي.
وبيت بديعية ابن جابر قوله:
إذا تبسم في حرب وصاح بهم ... يبكي الأسود ويرمي اللسن بالبكم.
وبيت بديعية الموصلي قوله:
[إذا تزاوج خوف الذنب في خلدي ... ذكرت أن نجاتي في مديحهم]
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
إذا تزاوج ذنبي وانفردت له ... بالمدح من ونجاني من النقم.
وبيت بديعية المقري قوله: