تروع حصاه حالية العذراى ... فتلمس جانب العقد النظيم
وقوله في وصف كتاب الريحانة (فلله كتابه من ريحانة تنفست في ليلها البارد، وعطرت معاطس الأسماع بنشرها الوارد.
حل فيه قول ابن المعتز:
كأنني عانقت ريحانة ... تنفست في ليلها البارد
وقوله أيضاً (أحد السادة الذين رووا حديث السيادة برا عن بر، والساسة الذين فتقت لهم ريح الجلاد بعنبر فاقتطفوا نور الشرف من روض الحسب الأنضر، واجتنوا ثمر الوقائع يانعاً بالنصر من ورق الحديد الأخضر.
حل فيه قول ابن هاني المغربي:
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصباح المسفر
وجنيتم ثمر الوقائع يانعاً ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر
وبيت بديعية الصفي قوله:
ما شب خصلتي حرصي ومن أملي ... سوى مديحك في شيبي وفي هرمي
عقد فيه قوله صلى الله عليه وآله: يشيب المرء وتشب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل. وتعقبه ابن حجة فقال: لم أصادف في بيته من عقد الحديث محلا، ولكن ذكر فيه حكاية حاله.
ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.
وبيت بديعية الموصلي قوله:
عقد اليقين صلاتي والسلام على ... محمد دائماً مني بلا سأم
قال في شرحه: أنه عقد فيه قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي....) الآية، وقول النبي صلى الله عليه وآله: أكثروا من الصلاة علي. قال ابن حجة: ولم يظهر لي حل هذا العقد] في [أي موضع هو من البيت.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
قد صح عقد بياني في مناقبه ... وإن منه لسحراً غير سحرهم
عقد فيه الحديث المشهور: أن من البيان لسحراً وبيت بديعية المقري قوله:
والصحب من بذل ملء الأرض من ذهب ... من غيرهم لا يساوي نصف مدهم
عقد فيه قوله صلى الله عليه وآله مسلم -وقد ذكر أصحابه-: لو أنفق أحدكم ملء أرض ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
وبيت بديعية العلوي قوله:
ففاق بالنثر أهل الشعر ثم له ... ما ينبغي قسمة فاقت أولي القسم
وبيت بديعيتي قولي:
نصرت بالرعب من شهر على بعد ... وعقد نصرك لم يحلله ذو أضم
العقد فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: نصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر، وهي رواية عمرو بن شعيب. قال في المواهب: الظاهر اختصاصه به مطلقا، وإنما جعل الغاية شهرا لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر من شهر، وفي رواية أخرى: نصرت بالرعب مسيرة شهر، والله أعلم.
[التشطير]
كم مارد حرد شطرته بيد ... تشطير منتقم بالله ملتزم
التشطير في اللغة مصدر شطرت الشيء: إذا جعلته أشطارا، والشطر من كل شيء: نصفه وجزؤه.
وفي الاصطلاح، هو أن يقسم الشاعر كلا ُمن صدر البيت وعجزه شطرين، ثم يسجع كل شطر منهما، لكنه يأتي بالصدر مخالفا للعجز في التسجيع.
كقول أبي تمام:
تدبير معتصم بالله منتقم ... لله مرتغب في الله مرتقب
وقول البوصيري في البردة:
كالزهر في ترف والبدر في شرف ... والبحر في كرم والدهر في همم
وقول ابن جابر الأندلسي:
يا أهل طيبة في مغناكم قمر ... يهدي إلى كل محمود من الطرق
كالغيث في كرم والليث في حرم ... والبدر في أفق والزهر في خلق
ومنه قول مسم بن الوليد:
موف على مهج في يوم ذي رهج ... كأنه أجل يسعى إلى أمل
إلا أن في تشطيره عيباً وهو اختلاف سجعتي العجز في الإعراب، فأن الأولى مرفوعة، والثانية مجرورة. وهذا البيت من جملة قصيدة من غرر قصائد مسلم بن الوليد يمدح بها يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني ابن أخي معن بن زائدة الجواد المشهور، وأولها:
أجررت حبل خليع في الصبا غزل ... وشمرت همم العذال في عذلي
هاج البكاء على العين الطموح هوى ... مفرق بين توديع ومرتحل
كيف السلو لقلب بات مختبلا ... يهذي بصاحب فلب غير مختبل
ومن مديحها:
حاط الخلافة سيف من بني مطر ... أقام قائمة من كان ذا ميل
كم صائل في ذرا علياء مملكة ... لولا يزيد بني شيبان لم يصل
ناب الإمام الذي يفتر عنه إذا ... ما افترت الحرب عن أنيابها العصل
يفتر عند افترار الحرب مبتسما ... إذا تغير وجه الفارس البطل