فقالت وجد قلت أي وهو أعزل ... فقالت وضد قلت أي وهو رامح
فقالت ومجد قلت أي وهو متعب ... فقالت وسعد قلت أي وهو ذابح
فقالت وملك قلت أي وهو فاسد ... فقالت وملك قلت أي وهو صالح
ومن لطائف ابن الوردي قوله في هذا النوع:
نمت وإبليس أتى ... بحياة منتدبة
فقال ما قولك في ... حشيشة منتخبه
فقلت لا قال ولا ... خمرة كرم مذهبه
فقلت لا قال ولا ... مليحة مطيبة
فقلت لا قال ولا ... أغيد بالبدر اشتبه
فقلت لا قال ولا ... آلة لهو مطربة
فقلت لا قال فنم ... ما أنت إلا خشبه
وقال الشيخ صفي الدين الحلي معارضا له:
وليلة طال سهادي بها ... فزارني إبليس عند الرقاد
فقال لي هل في شمعة ... كيسة تطرد عنك السهاد
قلت نعم قال وفي قهوة ... عتقها العاصر من عهد عاد
قلت نعم قال وفي مطرب ... إذا شدا يرقص منه الجماد
قلت نعم قال وفي طفلة ... في وجنتيها للحياء اتقاد
قلت نعم قال وفي شادن ... قد كحلت أجفانه بالسواد
قلت نعم قال فنم آمنا ... يا كعبة الفسق وركن الفساد
ويعجبني هنا قول علم الدين علي بن محمد السخاوي المقري وانشدها لنفسه عند وفاته:
قالوا غدا نأتي ديار الحمى وينزل الركب بمغناهم
وكل من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم
قلت فلي ذنب فما حيلتي ... بأي وجه أتلقاهم
قالوا أليس العفو من شأنهم ... لاسيما عمن ترجاهم
ولنقتصر من أمثلة هذا النوع على هذا المقدار.
وبيت بديعية الشيخ الدين الحلي قوله:
قالوا اصطبر قلت صبري غير متسع ... قالوا اسلهم قلت ودي غير منصرم
ولم ينظم ابن جابر الأندلسي هذا النوع في بديعيته.
وبيت بديعية العز الموصلي قوله:
راجعت في القول إذ طلقت سلوتهم ... قال اسلهم قلت سمعي عنك في صمم
انتقده ابن حجة، بأن المراجعة أن لم تتكرر لم يبق لها في القلوب حلاوة ولا يطابق اسمها مسماها، وعز الدين لم يكرر مراجعته، ولم يأت بها إلا في مكان واحد. والذي أقوله إنما صده عن ذلك الاشتغال بتسمية النوع ولكن ليته لو دخل سوق الرقيق. انتهى. وهو في محله.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
قالوا اصطبر قلت صبري ما يراجعني ... قالوا احتمل قلت من يقوى لصدهم
لا يخفى أن صدر البيت للصفي الحلي أخذه قسرا.
وبيت بديعية الشيخ عبد القادر الطبري قوله:
قالوا مراجعة تهوى فقلت نعم ... قالوا اصطبر قلت صبري خان من قدم
صدر هذا البيت منحل جدا، وعجزة بيت الصفي الحلي.
وبيت بديعيتي قولي:
قالوا تراجعهم من بعد قلت نعم ... قالوا أتصدق قلت الصدق من شيمي
وبيت بديعية شرف الدين المقري قوله:
واستخبرا هل سلا قلبي فقلت سلا ... غيري وهل ثم صبر قلت وسط فمي
[المناقصة]
وإنني سوف أوليهم مناقصة ... إذا هرمت وشب الشيخ بالهرم
المناقصة - هي تعليق الشرط على نقيضين، ممكن عادة، ومستحيل عادة، ومراد المتكلم المستحيل ليؤثر التعليق عدم وقوع المشروط، فكأن المتكلم ناقص نفسه في الظاهر، إذ شرط وقوع أمر بوقوع نقيضين ممكن ومستحيل.
ومثاله قول النابعة:
وأنك سوف تحلم أو تناهى ... إذا ما شبت أو شاب الغراب
تناهى، أي تصير ذا نهية وهو العقل، وجمعها نهى، علق حلم المهجو وعقله على شيبه أولا وهو ممكن، وعلى شيب الغراب ثانيا وهو مستحيل، وإنما مراده الثاني لا الأول، لأن مقصوده أنه لا يحلم ولا يعقل أبدا.
قيل ومثله قول المتنبي:
أحبك أو يقولوا جر نمل ... ثبيرا وابن إبراهيم ريعا