للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن البارزي: سور حماة بربها محروس.

وقول الصفي الحلي: كن كما أمكنك.

وقول آخر: كبرت آيات ربك.

وقوله: مودتي يحيى تدوم.

وقوله: حوت فمه مفتوح.

وقوله: عقرب تحت برقع.

وقول مؤلفه: أمحمد دم حما.

وأما وقوعه في النظم فقد يكون في شطر البيت كقوله (أرانا الإله هلالا أنارا) , وقد يكون في البيت بتمامه.

كقول الأرجاني:

مودتي تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم

وقول الآخر:

أراهن نادمنه ليل لهو ... وهل ليلهن مدان نهار

وقول الآخر:

عج تنم قربك دعد آمنا ... إنما دعد كبرق منتجع

وقول البحتري:

أس أرملا إذا عرا ... وارع إذا المرء أسا

وبيت بديعية صفي الدين الحلي قوله:

هل من ينم بحب من ينم له ... إذا رموه بمن لم يدر كيف رمي

ولم ينظم ابن جابر هذا النوع.

وبيت بديعية العز الموصلي قوله:

لم يستحل بانعكاس في سجيته ... مدن أخا طعم معط أخا ندم

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

بحر وذو أدب بدا وذو رحب ... لم يستحل بانعكاس ثابت القدم

وبيت بديعية المقري قوله:

معط أخا كرم مرض أخا ندم ... مدن أخا ضرم مرك اخا طعم

تبجح الشيخ بهذا البيت فقال: إن تكلف هذا البيت وركة ألفاظه ومعناه مما لا تسيغه الأسماع, ولا تقبله الطباع, ولاسيما الشطر الأخير, فإن الحرس عن مثله أفضل من النطق بكثير.

وبيت بديعية العلوي قوله:

أنلتنا موئلا واليوم أنت لنا ... حصن منيع به ننجو من السقم

وبيت بديعية الطبري قوله:

لم يستحل بانعكاس في مودته ... مسر أخا دهم مهد أخا رسم

الذي أراه أن الطبري إنما لاحظ في هذا البيت عكس الألفاظ فقط, ولم يلتفت إلى أنه يفيد معنى أم لا.

وبيت بديعيتي قولي:

ألم يفد اجر بر في ملأ ... لم يستحل بانعكاس عن عطائهم

أشرت في هذا البيت إلى ما صنعه صلى الله عليه وآله وسلم مع هوزان لما أسرهم, وأصاب من أموالهم وهم أظآره عليه السلام, لأن هوزان جد سعد بن بكر الذين هم قبيلة حليمة السعدية ظئره صلوات الله عليه, وهو سعد بن بكر بن هوزان.

روى ابن فارس في كتابه في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: أن في يوم حنين جاءته امرأة فأنشدته شعرا تذكره أيام رضاعته في هوزان, فرد عليهم ما أخذ, وأعطاهم عطاء كثيرا, حتى قوم ما أعطاهم ذلك اليوم فكأن خمسمائة ألف أوقية, وهذا نهاية الجود الذي لم يسمع بمثله.

وروي عن زهير بن صرد الجشمي أنه قال: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين ويوم هوزان, وذهب يفرق السبي, قمت بين يديه وقلت: يا رسول الله, إنما في الحظائر خالاتك, وحواضنك اللاتي كفلنك, ولو أنا صافحنا ابن أبي شمر, أو النعمان بن المنذر, ثم أصابنا منهما مثل ما أصابنا منك, رجونا عفوهما وعطفهما, ثم أنشدته أبياتا منها:

أمنن علينا رسول الله عن كرم ... فانك المرء نرجوه وننتظر

أمنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك تملؤه من محضها الدرر

إذ أنت طفل كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

وألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم, وقالت قريش كذلك, وقالت الأنصار كذلك. وأطلقهم جميعهم.

إذا عرفت ذلك, فقولي: ألم يفد, استفهام إنكار, معناه: أفاد, أي أعطى, لأن الإنكار نفي وقد دخل على النفي, ونفي النفي إثبات.

ومثل ذلك قوله تعالى "ألم نشرح لك صدرك" أي شرحنا.

وقولي: أجر بر, أي جزاء بر, فإن الأجر معناه الجزاء على العمل, والبر: الصلة. وقولي: جاد, أي مطر, من قولهم: جادت السماء جودا بالفتح, أي أمطرت, والضمير فيه راجع إلى الأجر أفاده. وقولي: في ملأ, أي في قوم, والمراد بهم أظآره المذكورون الذين أعطاهم أجر برهم له صلوات الله وسلامه عليه, والله أعلم.

[التقسيم]

إن مد كفا لتقسيم النوال فهم ... ما بين معطى ومستجد ومستلم

التقسيم في اللغة: التجزئة والتفريق, وفي الاصطلاح على نوعين: أحدهما: أن يذكر قسمة ذات جزئين أو أكثر, ثم يضيف إلى كل واحد من الأقسام ما يليق به.

كقول المتلمس:

<<  <   >  >>