أفاد وجاد وساد وزا ... د وذاد وقاد وعاد وافضل
ومثله لأبي العميثل في عبد الله بن طاهر ذي اليمنين:
يا من يؤمل أن تكون خصاله ... كخصال عبد الله أنصت واسمع
أصدق وعف وبر واصبر واحتمل ... واحلم ودار وكاف وابذل وأشجع
ومنه قول بعض المعاصرين من قصيدة يمدح بها سيدي الوالد متع الله بحياته:
وابق دم راع رع تأبد تأيد ... اخفض ارفع من العلوم منارا
انتصر اخذل أقل أنل اغن أفقر ... أنه مر سد أذق عداك البوارا
أفد أرفد اعز تعزز تمنع ... جد تفضل أول العديم اليسارا
وأول هذه القصيدة قوله:
ما نضت ليلة المزار الأزارا ... هند إلا لتهتك الأستارا
طرقتنا ولات حين طروق ... حبذا زائرا إذا النجم غارا
رق بعد الصدود عطفا لرق ... ورعى حرمة العهود فزارا
غير ما موعد ألم ولما ... نرتقب للمام منه ازديارا
قابلتنا بطلعة قد أرتنا ... الشمس ليلا فأوهمتنا النهارا
طفلة تخلب العقول بطرف ... وبدل يستبعد الأحرارا
دمية لو تصورت لمجوس ... تخذوها لاها وعافوا النارا
ناهد تسلب النفوس بطرف ... غنج زاده الفتور احورارا
ذات خدٍ جنى لنا الورد غضا ... وشتيت جلى علينا العقارا
وفم مثل خاتم من عقيق ... عمر الدر في نواحيه دارا
ولحاظ تصمي القلوب وخصر ... زاده باسط الجمال اختصارا
غادة لذ لي بها هتك سري ... في طريق الهوى وخلعي العذارا
وعجيب ممن توغل أمرا ... في الهوى أن يروم منه استتارا
أيسر الهوى وشأن دموع الصب ... بالصب يظهر الأسرار
والذي عقله غدا بيد الغي ... د أسيرا لا يستبد اختيارا
ولم أورد منها هذه النبذة إلا لانسجامها وبلاغتها، وكلها من جيد الشعر.
وبيت بديعية الشيخ صفي الدين الحلي قوله:
أقصر أطل أعذل أعذر سل خل اعن ... حن هن عز ترفق لج كف لم
ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.
وبيت بديعية عز الدين الموصلي قوله:
فوف أرف أنظم انثر خص عم أفد ... أعتب أدر أبرق أرعد اضحك ابك لم
قال ابن حجة: هذا البيت ما نحت من الجبال ولكن الجبال نحتت منه.
وبيت بديعية ابن حجة قوله:
اخشن ألن احزن افرح امنع أعط انل ... فوف أجد وش رقق شد حب لم
لا يقول (اخشن) في أول بيته ثم يطنب في مدحه إلا ابن حجة.
وبيت بديعية الشيخ عبد القادر الطبري قوله:
تجن أصبر تدلل أرض عز أهن ... ته أحتمل مر أطع صل مفوفا ادم
ما أبرد قوله: مفوفا ادم وبيت بديعيتي هو قولي:
أحسن أسئ ظن حقق ادن أقص اطل ... حك وش فوف ابن أخف ارتحل أقم
الخطاب في ذلك للعاذل، يعني أن كل ما تفعله من هذه الأشياء في العذل فهو غير مقبول، ولا ملتفت إليه. وكذا الكلام في سائر أبيات البديعيات المذكورة إلا بيت بديعية الشيخ عبد القادر فأن الخطاب فيه للمحبوب.
وبيت بديعية شرف الدين المقري قوله:
فأعذل وجر واقتصر أو طل وعز وهن ... وانقص وزد وامض وارجع وانقطع ودم
[الكلام الجامع]
من رام رشد أخي غي هدى واتى ... كلامه جامعا للصدق لا التهم
الكلام الجامع هو عبارة عن أن يأتي الشاعر ببيت يكون جملته حكمة، أو موعظة، أو نحو ذلك من الحقائق الجارية مجرى الأمثال. هكذا قال غير واحد من البديعيين. وقال الطيبي في التبيان: هو أن يحلي المتكلم كلامه بشيء من الحكمة والموعظة، وشكاية الزمان والإخوان، وهذا اعم من الأول........
تعلم يا فتى والعود رطب ... وطينك لين والطبع قابل
فأن الجهل واضع كل عال ... وأن العلم رافع كل خامل
فحسبك يا فتى شرفا وعزا ... سكوت الحاضرين وأنت قائل
ومنها ما كتب به الصاحب بهاء الدين الجويني إلى ابنه شمس الدين:
بني اجتهد في اقتناء العلوم ... تفز باجتناء ثمار المنى
ألم تر في رقعة بيدقا ... إذا جد في سيره فززنا
فأجدادنا الغر قد أسسوا ... من المجد شم المباني لنا
فأن لم نشدها بمجهودنا ... سينهار والله ذاك البنا
وقول أبي تمام: