للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن جميع أجزاء تفعيل هذا البيت من سباعية وخماسية مسجع على خلاف سجعة الجزء الذي هو قافية البيت. ومنهم من سمى هذا النوع (الموازنة) وعده نوعا مستقلا، وسيأتي ذكره عن قريب إن شاء الله تعالى. وأصحاب البديعيات بنوا أبياتهم على التسميط بالمعنى الأول لأنه هو الأشهر.

وبيت بديعية الصفي الحلي قوله:

فالحق في أفق والشرك في نفق ... والكفر في فرق والدين في حرم.

ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.

وبيت بديعية الموصلي قوله: تسميط ذي أدب تنظيم ذي أرب=تحقيق ذي غلب بالنصر ملتزم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

تسميط جوهره يلفى بأبحره ... ورشف كوثره يروى لكل ظم.

وبيت بديعية المقري قوله:

كم مهجة وسما لما رقى وسما ... ما فوق سابع سما وخص بالكلم.

وبيت بديعية السيوطي قوله:

في رأسه غسق في وجهه فلق ... في ثغره نسق تسميط درهم.

وبيت بديعية العلوي قوله:

سرى إلى أفق والليل في غسق ... وجاز في طرق لم ترم لم ترم.

وبيت بديعية الطبري قوله:

على البراق سرى لربه نظرا ... ولات حين سرى في سمط سيرهم.

وبيت بديعيتي قولي:

سمطت من فرحي في وصفهم مدحي ... ولم أنل منحي إلا بجاههم.

[التجزئة.]

جزيت في كلمي أغليت في حكمي ... أبديت من هممي أرويت كل ظم.

هذا النوع عبارة عن أن يجزئ الشاعر جميع البيت أجزاء عروضية يسجعها كلها على رويين مختلفين، أحدهما على روي البيت والثاني مخالف.

كقول الشاعر:

هندية لحظاتها خطية ... خطواتها دارية نفحاتها.

وقول أبي الحسن السلامي:

ظلت تزف الدنيا له محاسنها ... وتستعد له الألطاف والتحفا.

كم ماطر وكفا أو باهر خطفا ... أو طائر هتفا أو سائر وقفا.

وقل شيخنا العلامة محمد الشامي:

قد كنت آمل أن تموت صبابتي ... حتى نظرت إليك يا ابنة يعرب.

فطربت ما لم تطربي ورغبت ما ... لم ترغبي ورهبت ما لم ترهبي.

وبيت بديعية الصفي قوله:

ببارق خذم في مأزق أمم ... أو سابق عرم في شاهق علم.

ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.

وبيت بديعية الموصلي قوله:

ذي فضل أندية ذي عدل تجزية ... فالذيب في ظلم يمشي مع الغنم.

هذا البيت لا ينطبق عليه تعريفهم للتجزئة، فهو خارج عما نحن فيه.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

وريت في كلمي جزيت في قسمي ... أيديت من حكمي جليت كل عم.

وبيت بديعية المقري قوله:

جنابه حرمي أبوابه أجمي ... كتابه حكمي أبابه عصمي.

وبيت بديعية السيوطي قوله:

جزيت منتظمتي وفيت ملتزمتي ... أهديت من كلمي ألفيت مغتنمي.

وبيت بديعية العلوي قوله:

بوابل رزم في ( ... ) أمم ... ونائل جثم لسائل عدم.

وبيت بديعية الطبري قوله:

نداه مغتنمي هداه معتصمي ... جزيت من كلمي وفيت ملتزمي.

هذا البيت خارج عن حد هذا النوع أيضاً كما لا يخفى.

وبيت بديعيتي قولي:

جزيت في كلمي أغليت في حكمي ... أبديت من هممي أرويت كل ظم.

[سلامة الاختراع.]

نلت السلامة من بحر القريض وقد ... سلكته لاختراعي در وصفهم.

هذا النوع عبارة عن أن يخترع الشاعر معنى لم يسبق إليه، وسماهم بعضهم الإبداع وهو اسم مطابق للمسمى، غير أن أصحاب البديعيات وكثيرا من علماء البديع اصطلحوا على جعل الإبداع اسما للإتيان في البيت الواحد والفقرة الواحدة بعدة أنواع من البديع، وقد تقدم الكلام عليه. وسمعوا هذا النوع الاختراع ولك ما اصطلح.

قال عبد الحميد كاتب مروان بين محمد- وهو مضروب به المثل في البلاغة-: خير الكلام ما كان لفظه فحلا، ومعناه بكرا.

فمن المعاني المخترعة قول ابن الرومي:

توددت حتى لم أدع متوددا ... وأفنيت أقلامي عتابا مرددا.

كأني أستدني بك ابن حنية ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا.

ثم تلاعب الشعراء بعده بعدة بنظم هذا المعنى، فقال كشاجم:

أرى وصالك لا يصفو لأمله ... والهجر يتبعه ركضا على الأثر.

كالقوس أقرب سهميها إذا عطفت ... عليه أبعدها من نزعة الوتر.

وقال ناصح الدين الأرجاني:

<<  <   >  >>