للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم أفاد دهره من تحف ... مبدي تأول بلا تكلف.

لقد رقى على المقام الباهر ... كطاهر القلب جميل الظاهر.

وفضله للطالبين وجدا ... على الذي في رفعه قد عهدا.

وقد حصل العلم وحرر السير ... وما بالا أو بأنما انحصر.

في كل فن باهر صفة ولا ... يكون إلا غاية الذي تلا.

سيرته سارت على نهج الهدى ... ولا يلي إلا اختيارا أبدا.

وعلمه وفضله لا ينكر ... مما به عنه مبينا يخبر.

يقول دائما بصدر انشرح ... أعرف بنا فإننا نلنا المنح.

يقول مرحبا لقاصديه من ... يصل إلينا يستعن بنا يعن.

والزم جنابه وإياك الملل ... إن يستطل وصل وإن لم يستطل.

واقصد جنابه ترى مآثره ... والله يقضي بهبات وافره.

وانسب له فإنه ابن معط ... ويقتضي رضا بغير سخط.

وأجعله نصب العين والقلب ولا ... تعدل به فهو يضاهي المثلا.

وبيت بديعية صفي الدين الحلي قوله:

إذا رأته الأعادي قال حازمهم ... حتام نحن نساري النجم في الظلم.

ضمن صدر المطل قصيدة للمتنبي وعجزه (وما سراه على خف ولا قدم.

وبيت ابن جابر قوله:

اسمح بنفسك وأبذل في زيارته ... كرائم المال من خيل ومن نعم.

ضمن المصراع الثاني من بيت الشريف الرضي، وصدره (ماض من العيش لو يفدى بذلت له. وبيت بديعية العز الموصلي قوله:

إيداعه الفضل في الأصحاب شرفهم ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.

ضمنه من قول المتنبي:

ولم تزل قلة الأنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

وأودعوا للثرى أجسامهم فشكت ... شكوى الجريح إلى العقبان والرخم.

ضمنه من قول المتنبي أيضاً:

ولا تشك إلى خلق فتشمته ... شكوى الجريح إلى العقبان والرخم.

وبيت بديعية المقري قوله:

بيض يقول الأعادي حين تطرفه ... لانت أسود في عيني من الظلم.

ضمنه من قول المتنبي أيضاً:

ابعد بعدت بياضا لا بياض له ... لانت أسود في عيني من الظلم.

وبيت بديعية العلوي قوله:

فهو الذي تم معناه وصورته ... حتى غدا مفردا كالنار في العلم.

ضمن المصراع الأول من قول البوصيري في البردة، وتمامه فيها قوله: (ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم.

وبيت بديعيتي قولي:

إيداع قلبي هواهم شادلي بهم ... من العناية ركنا غير منهدم.

هذا التضمين من قول البوصيري في البردة أيضاً هو:

بشرى لنا معشر الإسلام أن لنا ... من العناية ركنا غير منهدم.

[المواردة.]

الحمد لله حمدا دائما أبدا ... على مواردتي قومي بحبهم.

هذا النوع عبارة عن أن يتفق الشاعر إن على معنى، من غير أخذ إحداهما من الآخر، كالشخصين اجتمع ورود أحدهما [على الآخر اتفاقا] ويسمى الحافر على الحافر. وسئل أبو عمرو بن العلاء: كيف يتفق الشاعران؟ فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها. وهو نوعان [الأول] ما اتفقا فيه لفظا ومعنى من غير تغيير، أو مع تغيير لا يعتد به.

كما روي عن ابن ميادة أنه أنشد لنفسه:

مفيد ومتلاف إذا ما أتيتيه ... تهلل واهتز اهتزاز المهند.

فقيل له: أين يذهب بك؟ هذا للحطيئة، قال: كذلك هو؟ قيل: نعم، فقال: الآن علمت أني شاعر حين وافقته على قوله، وما سمعت به إلا الساعة.

وكما اتفق لامرئ القيس وطرفة بن العبد في بيتين في معلقتهما، فقال: امرؤ القيس:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل.

وقال طرفة البيت في داليته بحاله، غير أنه جعل القافية (وتجلد) فلما تنافسا أحضر طرفة خطوط أهل بلده، أي يوم نظم البيت، فكان اليوم الذي نظما فيه واحدا.

وقال النابغة الذبياني:

لو أنها عرضت لأشمط راهب ... عبد الإله صرورة المتعبد.

لرنا لبهجتها وحسن حديثها ... ولخاله راشدا وإن لم يرشد.

وقال ربيعة بن مقرم الضبي:

لو أنها عرضت لأشمط راهب ... عبد الإله صرورة متبتل.

لرنا لبهجتها وحسن حديثها ... ولهم من تاموره بتنزل.

وقال الآقيشر:

جريت مع الهوى طلق العتيق ... وهان علي مأثور الفسوق.

<<  <   >  >>