للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقول إبراهيم الغزي:

بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله ... وهذا دعاء للبرية شامل.

وقول ابن أبي الحديد في ختام أخر قصيدة من قصائده العلويات:

سمعا أمير المؤمنين قصائد ... يعنو لها بشر ويخضع جرول.

الدر من ألفاظها لكنه ... در له ابن أبي الحديد مفصل.

هي دون مدح الله فبك وفوق ما ... مدح الورى وعلاك منها أكمل.

وقولي في ختام قصيدة نبوية طنانة مع حسن التضمين:

عليك صلاة الله ثم سلامه ... مدى الدهر لا يفنى ولا يتصرم.

وآلك والصب الكرام أولي النهي ... بهم يبدأ الذكر الجميل ويختم.

وقولي في ختام أخرى مدحت بها الوالد، وقد تقدم شيء منها في براعة الاستهلال:

إليك نظام الدين وابن نظامه ... محبرة تزهى بحسن نظامها.

ظننت بها عن كل سمع وإنما ... مديحك كان لليوم فض ختامها.

وبيت بديعية الصفي قوله:

فإن سعدت فمدحي فيك موجبه ... وإن شقيت فذنبي موجب النقم.

وبيت بديعية ابن جابر قوله:

لكن وإن طال مدحي لأفي أبدا ... فاجعل العذر والإقرار مختتمي.

وبيت بديعية الموصلي قوله:

فاجعل له مخلصا من قبح زلته ... في حسن مفتتح منه ومختتم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

حسن ابتدائي أرجو التخلص من ... حر الجحيم وهذا حسن مختتمي.

وبيت بديعية المقري قوله:

لكن ذلك مجهودي أتيت به ... ومن يقصر وراء الجهد لم يلم.

وبيت بديعية السيوطي قوله:

واكتب مدى العمر في الدنيا لنا حسنا ... حتى أرى عند موتي حسن مختتمي.

وبيت بديعية الطبري قوله:

فإن ظفرت به فالفضل معتمدي ... أولا فإن رجائي حسن مختتم.

وبيت بديعية العلوي قوله:

صلى عليه بعد الرمل متسقا ... وعد نبت الثرى والوابل السجم.

وبيت بديعيتي قولي:

أحق بحسن ابتدائي ما أنال به ... حسن التخلص يتلو حسن مختتمي.

كلمة الختام للمؤلف. قال المؤلف عفا الله تعالى عنه بمنه: هذا أخر أنواع البديع التي قصدت نظمها في سلك هذا العقد البديع وبانتهائه انتهى بناء الكلام على تقييد هذا الشرح المفيد، وتشييد قواعد هذا الصرح المشيد. وقد جاء بحمد الله سبحانه وافيا بالغرض، حاويا من هذا الفن للجوهر لا العرض، جامعا لما يشنف السمع بحسن الجمع، ويونق الخاطر بنشره العاطر. ولم اقتصر فيه على النقل دون النقد، ولم آل في تحريره وتقريره الجهد، حتى اشتمل على ما لم يشتمل عليه شرح من شروح البديعيات واحتوى على ما لم تنكر حسنه ثواقب الفطن الألمعيات. وقد ادعى ابن حجة في شرح بديعيته: أنه ما ترك نوعا من أنواع البديع إلا وأطلق عنان القلم في ميادين الطروس مستطردا إلى استيعاب ما وقع من جيده ورديه، وهذه دعوة منه لم تقم البينة على إثباتها، ولا أراها إلا من تبجحا ته التي لا يزال يتيه بسكراتها، ومن رام الامتحان فليقابل بين هذا الشرح وشرحه، وليحقق النظر في تعديل الشاهد وجرحه. على أنني لا أدعي العصمة في قول ولا عمل، ولا أزعم أنني أحرزت أدوات الكمال عن كمل.

بل لا آمن من تعقب يتعقب، وحاسد يرصد الزلة ويترقب، وقديما ما قيل: من صنف فقد استهدف. وأنا أسأل ممن حسنت شيمته، وغلت في سوق الأدب قيمته، إن يصطلح الخلل، ويستر الزلل، مما طغى به القلم؛ وزلت به القدم، مغتفرا ذلك في جنب ما نظمت له من الفرائد، ورددت عليه من الشرائد، وأهديت إليه من در المنظوم وزهر المنثور، ورويت له من مسلسل حديث الأدب المأثور، ولست أبالي بطعن معاند أو حاسد، ومن يغالي في المتاع الكاسد.

ومن أحسن الاتفاق أن جاء تاريخ عام التمام، موافقا لحساب طيب الختام، وهو عام ثلاث وتسعين وألف، فنظمته على وزن البديعية ورويها أيضاً فقلت:

تاريخ ختمي لأنوار الربيع أتى ... (طيب الختام) فيا طوبى لمختتم.

ونظمت ذلك فقلت:

بعون الله تم الشرح نظما ... ونثرا مخجلا در النظام.

ومسك ختامه مذ طاب نشرا ... أتى تاريخه طيب الختام.

<<  <   >  >>