للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وربما كان مكروه الأمور إلى ... محبوبها سببا ما مثله سبب

هذي مخايل برق خلفها مطر ... وذاك وري زناد خلفه لهب

وأبيض الفجر يبدو بعد أزرقه ... أول الغيث رش ثم ينسكب

وقول (شمس) المعالي قابوس في حلول الأخطار بذوي الأخطار:

قل للذي بصروف الدهر عيرنا ... هل حارب الدهر إلا من له خطر

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر

فأن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه ضرر

ففي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر

وكم على الأرض من خضراء مونقة ... وليس يرجم إلا ما له ثمر

وقول اسماعيل بن أحمد الشامي في ذم أخوان الزمان:

أخلاي أمثال الكواكب كثرة ... وما كل ما يرمى به الأفق ثاقب

بلى كلهم مثل الزمان تلوناً ... إذا سر منهم جانب ساء جانب

مضى الود والانصاف والعهد بينهم ... وما بقيت إلا الظنون الكواذب

وكنت أرى أن التجارب عدة ... فخانت ثقاب الناس حتى التجارب

تدرع لإخوان الزمان مفاضة ... ولا تلقهم إلا وأنت محارب

وقول أبي بكر ابن بقي الأندلسي في شكوى الحال:

إلى الله أشكوها نوى أجنبية ... لها من أبيها الدهر شيمة ظالم

إذا جاش صدر الأرض بي كنت منجداً ... وإن لم يجش بي كنت بين التهائم

أكل مني الآداب مثلي ضائع ... فأجعل ظلمي أسوة في المظالم

ستبكي قوافي الشعر ملء جفونها ... على عربي ضاع بين الأعاجم

وقول القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني في عزة النفس:

وقالوا توصل بالخضوع إلى الغنى ... وما علموا أن الخضوع هو الفقر

وبيني وبين المال بابان حرما ... علي الغنى نفسي الأبية والدهر

إذا قيل هذا اليسر أبصرت دونه ... مواقف خير من وقوفي بها العسر

وبين بديعية الصفي الحلي قوله:

وعدتني في منامي ما وثقت به ... من التقاضي بمدح فيك منتظم

ولم ينظم ابن جابر هذا النوع في بديعيته.

وبيت بديعية الموصلي قوله:

حسن البيان بحمد الله بين لي ... هدى النبي الرضي الواضح اللقم

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

حتى بيت بديعي في محاسنه ... حسن البيان وأشدو في حجازهم

وبيت بديعية المقري قوله:

فجازه عن مديحي فهو باعثه ... وجازني في انتقاء الدر والحكم

وبيت بديعية العلوي قوله:

فكلما رام قلبي حصره التطمت ... أمواج فكري في بحر من الهمم

وبيت بديعيتي قولي:

حسن البيان أرانا منك معجزة ... أضحت تقر لديها الفصح بالبكم

ولم أقف على بيت السيوطي في هذا النوع، وأما الطبري فلم ينظمه والله أعلم

[العقد]

نصرت بالرعب من شهر على بعد ... وعقد نصرك لم يحلله ذو أضم

هذا النوع عبارة عن أن يعمد الشاعر إلى من كلام الله، أو كلام رسوله، أو السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم، أو كلام الحكماء المشهورين، فينظمه بلفظه ومعناه، أو معظم اللفظ فيزيد فيه، وينقص منه ليدخل في وزن الشعر، فأن نظم المعنى دون اللفظ لم يكن عقدا، بل نوعا من السرقة، خلافا لمن أدخله في العقد.

أما العقد من القرآن فكقول أبي نواس:

بنفسي غزال صار للناس قبلة ... وقد زرت في بعض الليالي مصلاه

ويقرأ في المحراب والناس خلفه ... ولا تقتلوا النفس التي حرم الله

فقلت تأمل ما تقول فأنها ... لحاظك يا من تقتل الناس عيناه

وقول الآخر:

أنلني بالذي اسقرضت خطاً ... وأشهد معشراً قد شاهدوه

فإن الله خلاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه

يقول إذا تدانيتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه

وقول الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي:

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ... ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف

أبشر بقول الله في آياته ... أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف

وقول أبي نصر سهل بن المرزبان:

لا تجزعن من كل خطب عرى ... ولا تر الأعداء ما يشمت

أما سمعت الله في قوله ... إذا لقيتم فئة فاثبتوا

وقول أبي محمد العبد لكاني:

<<  <   >  >>