لا تكرهن خلقاً على مذهب ... لست من الإرشاد في شي
أما ترى الرحمن سبحانه ... المخرج الميت من الحي
يقول لا أكره في الدين قد ... تبين الرشد من الغي
وقول أبي جعفر الأندلسي:
إذا ظلم المرأ فامهل له ... فبالقرب يقطع منه الوتين
فقد قال ربك وهو القوي ... وأملي لهم أن كيدي متين
وأما العقد من الحديث فكقول الإمام الشافعي
عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية
اتق المشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملن بنيه
عقد قول النبي صلى الله عليه وآله: الحلال بين الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.
وقوله: أزهد في الدنيا يحبك الله.
وقوله: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وقوله: إنما الأعمال بالنيات.
وقول عبد المحسن بن محمد الصوري:
وأخ مسه نزولي بقرح ... مثلما مسني من الجوع قرح
بت ضيقاً له كما حكم الده ... ر وفي حكمه على لحر قبح
قال لي مذ نزلت وهو من السكرة بالهم طافح ليس يصحو لم تغربت قلت قال رسول الله والقول منه نصح ونجح
سافروا تغنموا فقال وقد قا ... ل تمام الحديث صوموا تصحوا
قلت فالصوم لا يصح بليل ... قال إن الوصال فيه يصح
أما العقد من كلام الصحابة فكقول أبي تمام:
وقال علي في التعازي لأشعث ... وخاف عليه بعض تلك المآتم
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة ... فتؤجر أم تسلو سلو البهائم
عقد فيه قول علي عليه السلام الذي عزى به الأشعث بن قيس في ولده وهو: إن صبرت صبر الأحرار، وإلا سلوت سلو البهائم.
وقول أبي جعفر الباقر عليه السلام:
عجبت من معجب بصورته ... وكان من قبل نطفة مذره
وفي غد بعد حسن صورته ... يصير في القبر جيفة قذره
وهو على عجبه ونخوته ... ما بين جنبيه يحمل العذره
عقد فيه قول علي عليه السلام: مالا بن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة.
وقول الخليل بن أحمد رحمه الله:
لا يكون العلي مثل الدني ... لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء قدر ما يحسن المر ... ء قضاء من الأمام علي
عقد فيه قول رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسنه.
وقول أبي الفضل الميكالي:
تقصيرك الثوب حقاً ... أبقى وأنقى واتقى
عقد فيه قول علي عليه السلام: قصر ثوبك فأنه أبقى وأنقى وأتقى قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: روي أن الأشعث ابن قيس قال لغلي عليه السلام _وهو يخطب ويلوم الناس على تثبطهم وتقاعدهم -: هلا فعلت فعل ابن عفان؟ فقال له (إن فعل ابن عفان لمخزاة على من لا دين له، ولا وثيقة معه، إن امرءاً أمكن عدوه من نفسه يهشم عظمه، ويفري جلده، لضعيف رأيه، مأفون عقله. أنت فكن ذاك أن أحببت، فأما أنا فدون أن أعطي ذاك ضرب بالمشرفية.. الفصل) .
ثم قال ابن أبي الحديد: وقد نظمت أنا هذه الألفاظ في أبيات كتبتها إلى صاحب لي في ضمن مكتوب اقتضاها:
إن امرءاً أمكن من نفسه ... عدوه يجدع آرابه
لا يدفع الضيم ولا ينكر ال ... ذل ولا يحصن جلبابه
لآفن الرأي ضعيف القوى ... قد صرم الخذلان أسبابه
أنت فكن ذاك فإني امرؤ ... لا يرهب الخطب إذا نابه
إن قال دهر لم يطع أوشحا ... له فماً أدرد أنيابه
أو سامه الخسف أبى وانتضى ... دون مرام الخسف قرضابه
ومنه قول الآخر:
يا صاحب البغي إن البغي مصرعة ... فأربع فخير فعال المرء أعدله
فلو بغى جبل يوماً على جبل ... لاندك منه أعاليه وأسفله
عقد فيه قول ابن عباس رضي الله عنه: لو بغى جبل على جبل لدك الباغي.
وأما العقد من كلام الحكماء فكقول أبي الطيب:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم
عقد فيه قول بعض الحكماء: الظلم من طبع النفوس، وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين، أما علة دينية كخوف المعاد، أو علة سياسية كخوف القتل.
وقول الآخر:
أصلي وفرعي فارقاني معاً ... واجتث من حبلهما حبلي
فما بقاء الغصن في ساقه ... بعد ذهاب الفرع والأصل