قتلتني وانبرت تسأل بي ... أيها الناس لمن هذا القتيل
وقول الآخر:
إنسانة الحي أن أدمانة السمر ... بالنهي رقصها لحن من الوتر
ياما أميلح غزلانا شدن لنا ... من هؤليائكن الضال السمر
تالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر
وقول شيخنا محمد الشامي:
بالله قولا لنسيم الصبا ... لا تعجلن إني كسير الجناح
وناشدا عني عيون المها ... أكان جدا كسرها أم مزاح
وقوله:
بيني وبينك يا ظباء الأجرع ... عهد أضيع وحق دين مارعي
لي عندكن وديعة وأظنها ... قلبي فإني لا أرى قلبي معي
قالت وقد خطرت بعطفيها الصبا ... هيل الكثيب على كواعب أربع
أي القلوب فإنهن كثيرة ... عندي فقلت أخفهن إذ دعي
وقول أبي فراس:
تسائلني من أنت وهي عليمة ... وهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى ... قتيلك قالت أيهم فهم كثر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق ... وإن يدي مما علقت به صفر
وما أحسن قول أبي الحسن علي بن محمد التهامي:
وموقف لولا التقى لالتقى ... فيه نجادي ونظام الوشاح
قلت لخلي وثغور الربى ... مبتسمات وثغور الملاح
أيهما أبهى ترى منظرا ... فقال لا أعلم كل أقاح
أبان لنا من درة ودعا ... عقودا وألفاظا وثغرا وأدمعا
وأبدى لنا من دله وجبينه ... ومنطقة ملهى ومرأى ومسمعا
فقلت أوجه لاح من تحت برقع ... أم البدر بالغيم الرقيق تبرقعا
وقوله:
أرأيت طرفك نابل أم سائف ... أم نافث للسحر أم خمار
وقوله:
لعينك وخزة في كل قلب ... أأشفار جفونك أم شفار
وقوله:
أتاني منك ذكر لو ينادي ... به الأموات كان لهم معادا
ثناء أم ثنايا أقحوان ... تبسم عن مباسمها فرادى
ومن التحقير قوله يمدح أبا نصر الكاتب:
من حاتم جودا إذا ذكر الندى ... من سيف ذي يزن من الأقوام
من قسهم نظما ومن فصحاؤهم ... نثرا ومن لقمان في الأحكام
من يوسف في عفة وصباحة ... من مثله علما من الأعلام
ولا يخفى ما في البيت الأخير من المبالغة القبيحة.
ومنه قول الآخر:
أسائل عن ثمالة كل حي ... وكلهم يقول وما ثمالة
فقلت محمد بن سعيد منهم ... فقالوا الآن زدت بهم جهالة
ومنه في المديح قول ابن قلاقس:
أكوكب بشر من جبينك لائح ... وصيب يسر من يمينك سافح
وإلا فماذا البرق والغيم مقنع ... وماذا النوال السكب والجو واضح
ومما هو للتوبيخ قول حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء
ومما هو للتقرير قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
ومما هو للذم قول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
وفيه دلالة على أن (القوم) للرجال خاصة. قال تعالى "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء".
ومما هو للتحقير قول الآخر:
يقولون هذا عندنا ليس ثابتا ... ومن أنتم حتى يكون لكم عند
وقول الباخرزي:
قالت وقد فتشت عنها كل من ... لاقيته من حاضر أو باد
أنا في فؤادك فارم لحظك نحوه ... ترني فقلت لها وأين فؤادي
وقول العميد أبي سهل محمد بن الحسن:
يا دهرنا أينا أشجى ببينهم ... أأنت أم أنا أم ريا أم الدار
وقول أبي الطيب المتنبي:
من الجآذر في زي الأعاريب ... حمر الحلى والمطايا والجلابيب
وما أحسن ما قال بعده منكرا على نفسه هذا التجاهل:
إن كنت تسأل شكا في معارفها ... فمن بلاك بتسهيد وتعذيب
ومما ورد منه للتوبيخ قول الخارجية:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
وقوله تعالى "فهل عسيتم إن توليتم أن تفيدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم".
فلو عدل عن الاستخبار المتضمن للتوبيخ إلى تصريح الأخبار, بأنكم إذا توليتم أمر الناس أفسدتم, وقطعتم الأرحام, للبسوا له جلد النمر, ولكن إذا تأملوا في الاستخبار أنصفوا وأذعنوا.