للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

د- إن الشفع صفات الخلق لتبديلها بأضدادها كالقدرة والعجز، والوتر صفات الله تعالى، لأنه سبحانه دون خلقه فهو عز بلا ذل، وغنى بلا فقر، وقوة بلا ضعف، وحياة بلا موت، ونحو ذلك.

هـ- إنهما الصلاة، لأن فيها شفعا ووترا، فهو في حديث ابن حصين عنه عليه السلام.

و إن الشفع، النحر، لأنه عاشر أيام الليالي العشرة المذكورة من قبل في قوله (وليال عشر) والوتر يوم عرفة، لأنه تاسع أيامها.

ز- إن الشفع، يوم التروية، والوتر، يوم عرفة، روي عن أبي جعفر الباقر، وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام.

ح- إن الشفع شفع العشر الآخر من شهر رمضان، والوتر وترها.

ط- إن الشفع، الليالي والأيام، والوتر يوم القيامة.

ي- إن الشفع شفع العشر التي أتم الله بها ليالي موسى عليه السلام، والوتر وترها.

يا- إن الشفع، الصفا والمروة، والوتر البيت الحرام.

يب- إن الشفع، قوله تعالى (فمن تعجل في يومين) والوتر من تأخر إلى اليوم الثالث.

يج- إن الشفع، آدم وحواء، والوتر هو الله تعالى.

يد- إن الوتر، آدم، والشفع، شفع بحواء.

يه- إن الشفع، الركعتان من صلاة المغرب، والوتر الركعة الثالثة.

يو- إن الشفع، درجات الجنان، لأنها كلها شفع، والوتر، دركات النار؛ لأنها وتر؛ كأنه تعالى أقسم بالجنة والنار.

يز- إن الشفع هو الله سبحانه وتعالى، وهو الوتر أيضاً لقوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إل هو رابعهم) الآية (سورة لمجادلة.

يح- إن الشفع، مسجدا مكة والمدينة، والوتر مسجد بيت المقدس.

يط- إن الشفع، القرآن في الحج والتمتع فيه، والوتر الإفراد فيه.

ك- إن الشفع، الفرائض، والوتر السنن.

كا- إن الشفع الأعمال، والوتر النية، وهو الإخلاص.

كب- إن الشفع، العبادة التي تتكرر كالصوم والصلاة والزكاة، والوتر العبادة التي لا تتكرر كالحج.

كج- إن الشفع، الروح والجسد إذا كانا معا، والوتر الروح بلا جسد، فكأنه تعالى اقسم بها في حالتي الاجتماع والافتراق.

ومن هذا الباب فواتح السور المشتملة على حروف التهجي، فإن التأويل فيها متسع أيضاً.

ومثاله من الشعر قول الجماسي:

بيض مفارقنا تغلي مراجلنا ... نأسو بأموالنا آثار أيدينا.

فالتأويل من الشرائح اتسع في قوله: بيض مفارقنا، فقيل: أراد بذلك الطهارة والعفاف كقولهم: أبيض العرض والشيم والحسب. وقيل: أراد أنهم كهول ومشايخ قد حنكتهم التجارب وليسوا بالإغمار. وقيل: أراد أنهم ليسوا بعبيد، لأن فرق الإنسان إذا كان أبيض كان جميع جسده أبيض. وقيل: أراد انحسار الشعر عن مقدم رؤوسهم لمداومتهم لبس البيض والمغافر. وقيل: معناه نحن كبار نكثر استعمال الطيب أسرع الشيب له. وقيل: معناه نحن مكشوفوا الرؤوس، لا عيب فينا، فعبر عن النقاء بالبياض، والعرب تقول في مدح الرجل، الأبيض.

قال الأعشى:

أبيض لا يرهب الهزال ولا ... يقطع رحما ولا يخون إلا.

وقيل: معناه نحن كبار فشابت مفارقنا دون القفا، لأنه قيل: شيب الكرام يبدو في المفارق.

قال الشاعر:

فشيب لئام الناس في نقرة القفا ... وشيب كرام الناس تعلوا المفارقا.

وقيل: المفارق هنا: الطرق، يقول: قد ابيضت مفارق الطرق التي تؤدي إلى رحالنا، لكثرة ما يأتينا من العفاة، فهي بيض لائحة لم تعف لكثرة سالكيها، وهذا الوجه أولى لمشاكلته ما بعده، وهو قوله: تغلي مراجلنا، والمراجل: القدور الكبار من نحاس، ذكر ذلك أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب في شرح كتاب الحماسة.

وقال الصغاني في كتاب الجملة والذيل والصلة: قد قيل في البيت المذكور مائتي قول.

وقد أفرد لتفسره كتاب. والبيت يروى لمسكين الدرامي وليس له، ولبشامة النهشلي، ولبعض بني قيس بن ثعلبة.

والشيخ صفي الدين الحلي نسج في بديعيته على هذا المثال ليسوغ له اتساع الأقوال فقال:

بأن اتساع المعالي في الصحابة كال ... فاروق ثم شهيد الدار في الحرم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

نور القبائل ذو النورين ثالثهم ... وللمعالي اتساع في عليهم.

وبيت بديعية المقري قوله:

يلقى المسيء بصدر حقده طلل ... يسر عاف نداه غير منصرم.

قال في شرحه: الاتساع في لفظة عاف.

وبيت بديعية العلوي قوله:

<<  <   >  >>