للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمكن تجريد الصورة المنطقية للإحراج الزائف كما يلي:

إما «ق» وإما «ك»،

لا «ق»؛

إذن «ك».

من الواضح أن هذا القياس صحيح بحد ذاته ولا غبار عليه، مثال ذلك:

إما أن سليمان ميت وإما أنه حي،

سليمان ليس ميتًا؛

إذن سليمان حي.

ومثال آخر:

إما أن عمرَ لديه رخصةُ قيادة وإما أنه غير مسموح له بالقيادة،

عمر لم يحصل على رخصة قيادة؛

إذن عمر غير مسموح له بالقيادة.

ويأتي الخللُ دائمًا إذا كانت «ق» و «ك» لا تَستغرقان جميعَ الاحتمالات القائمة بحيث يحق لنا تجريدُ الصورة المنطقية للإحراج الزائف، بُغْيَةَ الإيضاح والدقة، كما يلي:

(١) إما أن تختار «ق» وإما أن تختار «ك»،

(٢) ليس هناك اختيارات أخرى،

(٣) لا يمكنك أن تختار «ق»؛

إذن لا بديل لك من أن تختار «ك».

ويكمن الخلل هنا في كذب المقدمة ٢؛ ومِن ثَمَّ لا يلزمك لكي تفند للخصم حجته وتظهره على خطئه سوى أن تكشف له هذه المقدمة المضمرة أو الافتراض المسبق: «ليس هناك بدائل أخرى»، وتخرجه إلى واضحة النهار.

حين يعم الاستقطاب الذهني ويتواتر يصبح سمةً شخصيةً تميز الفرد، أو أيديولوجية جمعية تميز الجماعة، وهو على المستويين لا يورِث إلا العجز والجمود، يقول د. آرون بك رائد العلاج المعرفي: «يميل العصابيُّ إلى التطرف والشطط في التفكير حين

<<  <   >  >>