للسرور والحزن. وقوله تعالى:{وامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} أي تعجبت، لأن الضحك مسبب التعجب. وقد يطلق اسم المدلول على الدليل [فـ] يقال: "سمعت علم فلان" أي عبارته الدالة على علمه. وقد يطلق اسم الآلة على الفعل كما في قوله تعالى:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}. وقد يطلق اسم الفاعل على الفعل والمصدر كقوله:"لحقته لائمة" أي ملامة ولوم. وقد يطلق اسم الفاعل على المفعول كقوله تعالى:{فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} أي مرضية. وقد يطلق اسم الفعل على المفعول كقولهم:"هذا الدرهم ضرب فلان" و"هذا الثوب نسج فلان". وقد يطلق اسم المكان على المتمكن فيه بطريق الحذف، كقوله تعالى:{واسْأَلِ القَرْيَةَ}. وقد يطلق اسم الشيء على ضده المختص بكونه ضدًّا له، كما يقال للديغ سليم وللأعمى بصير. وقد يطلق اسم بعض الشيء على كله كقوله تعالى:{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}. ويقال:"فلان يملك كذا رأسًا من الغنم"- فثبت أن المجاز يستعمل في وجوه كثيرة مختلفة الصور، مع اتفاقها في نوع اختصاص معرَّف، فعلم أنه المصحح للمجاز في الكل.
فإن قيل: ما أنكرتم أن استعمال المجاز ليس له طريق معين، بل هو تابع للاختيار، فكل من اختار استعمال شيء في غيره، يصح منه ذلك- ألا ترى أن الله تعالى أطلق اسم المريد على الجدار بقوله تعالى: {جِداَرًا يُرِيدُ أَن