" [ثم] اعرف الأشباه والأمثال وقس الأمور عند ذلك" وهذا صريح في الأمر بالقياس.
فإن قيل: فقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم ذم الرأي- فإنه روي عن أبى بكر رضي الله عنه انه قال:" أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي". وعن عمر رضي الله عنه أن قال:" أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي". وعن علي رضي الله عنه أن قال:" لو كان الدين رأياً لكان المسح بباطن لخف أولى من المسح ظاهره". وعن ابن مسعود ضي الله عنه:" يذهب قراؤكم وصلحاؤكم فيتخذ الناس رؤساء جهالاً فيقيسون الأمور برأيهم"- فوقع التعارض في أقاويلهم فلا يصح الاحتجاج بها- قلنا:
لما كان الذين ذموا الرأي هم الذين قالوا به، يجب حمل ذمهم الرأي، على رأي مع وجود النص أو مع تركهم طلب النص، كما يجب ذلك إذا روي عن النبي عليه السلام ذم الرأي والقول به- كيف وإن قول كل واحد منهم ينبه على ما ذكرنا. أما حديث أبى بكر رضي الله عنه: أراد به تفسير القرآن. ولعمري ينبغي للإنسان أن يفسر القرآن بما تعارفه أهل اللغة، وبما نقل عن النبي عليه السلام [وأما قول عمر غنما هو ذم لم عدل إلى الرأي ولم يطلب الأحاديث ولم يحفظ ما وجد منها]. وأما حديث علي رضي الله عنه:[فقد] أراد