للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من حدث عني حديثاً، وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين " (١).

قال الشافعي في تفسيره: " إذا حدثت بالحديث، فيكون عندك كذباً ثم تحدث به، فأنت أحد الكاذبين في المأثم " (٢).

وسأل الترمذي شيخه الإمام أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن هذا الحديث، قال: قلت له: من روى حديثاً وهو يعلم أن إسناده خطأ، أيخاف أن يكون قد دخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو إذا روى الناس حديثاً مرسلاً، فأسنده بعضهم، أو قلب إسناده، يكون قد دخل في هذا الحديث؟ فقال: " لا، إنما معنى هذا الحديث: إذا روى الرجل حديثاً، ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أصل، فحدث به، فأخاف أن يكون قد دخل في هذا الحديث " (٣).

وقال ابن حبان: " إني خائف على من روى ما سمع من الصحيح والسقيم


(١) حديث صحيح.
أخرجه الطيالسي في " مُسنده " (رقم: ٨٩٥) وابنُ أبي شيبة (٨/ ٥٩٥) وأحمد (٣٣/ ٣٣٣، ٣٧٤، ٣٧٦، رقم: ٢٠١٦٣، ٢٠٢٢١، ٢٠٢٢٤) ومسلم في " مقدمة الصحيح " (١/ ٩) وابنُ أبي الدنيا في " الصمت " (رقم: ٥٣٧) وأبو القاسم البغوي في " الجعديات (رقم: ١٤٤) وابن القطان في " زوائده " على ابن ماجة (بعد رقم: ٤٠) والطحاوي في " شرح المشكل " (رقم: ٤٢٢) والخرائطي في " مساوئ الأخلاق " (رقم: ١٦٦) وابن أبي حاتم في " العلل " (٢/ ٢٨٧) والطبراني في " الكبير " (٧/ ٢١٥ رقم: ٦٧٥٧) وابن عدي في " الكامل " (١/ ٩٢) والقطيعي في " الفوائد " (رقم: ٣١٦) وابن حبان في " صحيحه " (رقم: ٢٩) و " المجروحين من المحدثين " (١/ ٧) وابن قانع في " معجمه " (١/ ٣٠٦) وأبو نعيم في " مستخرجه " (رقم: ٢٨، ٦٢، ٦٣) والبيهقي في " دلائل النبوة " (١/ ٣٣) والخطيب في " تاريخه " (٤/ ١٦١) وابن عبد البر في " التمهيد " (١/ ٤٠ _ ٤١) من طرٍق كثيرة عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سمرة، به.
قلت وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، وثانٍ من حديث المغيرة بن شعبة. بينت ذلك في كتاب " علل الحديث " .......
(٢) أسنده ابن عدي في " الكامل " (١/ ٢٠٧).
(٣) جامع الترمذي (عقب رقم: ٢٦٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>