للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العالي والنازل]

كانت الرحلة في طلب الحديث سنة من اصطفاهم الله لحفظ الأصل الثاني لهذا الدين، المبين لكتاب رب العالمين، وكانوا يعيبون الرَّاوي الذي يقتصر على السماع ببلده، ولا يرحل.

قال حرب بن إسماعيل: سئل أحمد (يعني ابن حنبل) عن الرجل يطلب الإسناد العالي؟ قال: "طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف؛ لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة، فيتعلمون من عمر ويسمون منه " (١).

وعن أبي العالية الرِّياحي، قال: " كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبصرة، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة، فسمعناها من أفواهم " (٢).

والعلو نوعان، منهما يتضح معناه:

النوع الأول: العلو المطلق.

وهو الإسناد المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأقل عدد من الرواة.

النوع الثاني: العلو النسبي.

وهو العلو بالإسناد بالنسبة إلى إمام من الأئمة عرف ذلك الحديث الذي وقع فيه العلو عنه، ومحل العلو فيما بين الشيخ وذلك الأمام، بغضِّ النَّظر عن طول الإسناد في نفسه، كما سيأتي بعض مثاله في ألقابه.

والنزول يعرف بضده، فحيث تبين العلو فالنزول في مقابلته.


(١) أخرجه الخطيب في " الجامع " (رقم: ١١٧) بإسناد لكتاب " العلل " للخلال، والذي يقول فيه: " حُدثت عن عبد العزيز بن جعفر ". والمقصود بعبْدِ الله في الرواية ابنُ مسعود.
(٢) أخرجه الخطيب في " الجامع " (رقم: ١٦٨٤) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>