للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شعبة: " عامة تلك الدقائق التي حدث بها يونس عن الحسن، إنما كانت عن أشعث " يعني ابن عبد الملك. قال ابن أبي حاتم: " يعني أن يونس أخذها من أشعث عن الحسن، ودلسها عن الحسن، ولم يذكر الخبر " (١).

٣ _ عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد في رواية التفسير:

ذكر ابن أبي خيثمة عن علي بن المديني، أنه سمع يحيى بن سعيد، وذكر تفسير مجاهد، فقال: " لم يسمعه ابن أبي نجيح عن مجاهد، كله يدور على القاسم بن أبي بزة " (٢).

٤ _ وذكر الحاكم قتادة وأبا سفيان طلحة بن نافع فيمن يدلس عن الثقات (٣).

وفي هذه الأمثلة رد على ما ادعاه ابن حبان بقبوله: " هذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده

فإه كان يُدلس، ولا يُدلَّسُ إلا عن ثقة مُتقن، ولا يكادُ يوجد لسفيان بن عيينة خبرٌ دلس فيه إلا وجد ذلك الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة مثل نفسه " (٤).

قلت: تبين أن ذلك غير محصور في سفيان بن عيينة.

وهؤلاء لا يضر تدليسهم لمن دلسوه، ولا يقدح في صحة رواياتهم بذلك التدليس، فحيث علم طريق الاتصال فقد زال الإشكال.

[الترجيح]

من خلال ما تقدم عرضه من مذاهب أهل العلم فإنه لا ينبغي العدول عن المذهب الثالث، الذي جرى عليه عمل الشيخين.


(١) تقدمة الجرح والتعديل (ص: ١٣٤ _ ١٣٥) بإسناد صحيح إلى شُعبة.
(٢) أخرجه ابن أبي خيثمة في " تاريخه " في (أخبار المكيين) (ص: ٣٢١).
(٣) معرفة علوم الحديث (ص: ١٠٣).
(٤) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (١/ ١٦١) .......

<<  <  ج: ص:  >  >>