للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن عدي: " أما سماعه من علي، ففيه نظر، كما قال البخاري " (١).

قلت: فهو يفسر قول البخاري أنه أراد بقوله: " فيه نظر " سماعه من علي، وهذا يعني أن البخاري لا يثبت سماعه من علي، إنما أراد بقوله: " سمع علياً " مجرد حكاية ما وقع في الإسناد.

فهذا القول إن لم يظهر جلياً أن البخاري قصد به إنشاء العبارة في تثبيت السماع من جهة نفسه، فإنه لا يصح الاستدلال به على أنه قول للبخاري، إنما العمدة حينئذ لتصحيح السماع على ثبوت الإسناد الذي حكيت فيه تلك الصيغة.

وأما مثل قول البخاري في ترجمته (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود): " سمع أباه، قاله عبد الملك بن عمير "، فبين أن ذكر سماعه من أبيه جاء في رواية عبد الملك عنه.

وكثيراً ما يقول البخاري مثل هذا: (فلان .. سمع فلاناً .. قاله فلان).

فهذا لو حكاه إنسان أنه قول للبخاري يكون قد أخطأ عليه.

المسألة الرابعة:

المرسل إذا علمت فيه الواسطة، وتبين أنها ثقة،

فهو صحيح جار مجرى المتصل

قال خالد الحذاء: " كل شيء قال محمد (٢): (نبئت عن ابن عباس)، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة " (٣).


(١) الكامل (٢/ ٣٢٣).
(٢) يعني ابن سيرين.
(٣) أخرجه الخطيب في " تاريخه " (٥/ ٣٣٤) من طريق أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أميَّة بن خالد، قال: سمعت شُعبة قال: قال خالد، فذكره. وإسناده صحيح. وحكاه أبو داود في " مسائل أحمد " (ص: ٣٢٦) بنحوه، دون تسمية أمية. كما رواه ابنُ سعدٍ في " الطبقات " (٥/ ٢٩١، ٧/ ١٩٤) قال: أخبرت عن أمية، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>