مقصودنا بالنَّقد الخفي: استكشاف العلل الخفية في الأحاديث التي ظاهرها السلامة من العلل، وذلك أن الحديث يستجمع شروط القبول: من اتصال الإسناد، وعدالة الرواة، وضبطهم، فَيُحْكم عليه ظاهراً بالقول:(إسناده صحيح)، لكن يقف الناقد على سبب غير ظاهر يرد الحكم بصحة الحديث، وقد يبلغ به الحكم بالوضع.
وهذا السبب الخفي، هو (العلة).
وحاصل تعريفها، أنها: سبب غامض خفي، يقدح في ثبوت الحديث، وظاهره السلامة منه.
ومحل (النقد الخفي): رواياتُ الثقات.
والبحث عن علة الحديث مُقدم في علم الحديث على إفناء العمر في مجرد الجمع والتكثير، دون تحقيق ولا تمحيص، كما يجري عليه أكثر المتعرضين إليه.
كان الإمام عبْد الرحمن بن مهدي يقول:" لأن أعرف علة الحديث هو عندي، أحبُّ إليَّ من أن أكتب عِشرين حديثاً ليس عندي "(١).
(١) / ٤٠٥)، والنووي في " المجموع " (٣/ ٩٢)، و " شرح صحيح مُسلم " (٩/ ٣١)، وابن دقيق العيد في " إحكام الأحكام " (١/ ٢٩).