للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمراسيل هذه الطبقة صالحة تكتب ويعتبر بها.

الطبقة الثالثة: صغار التابعين، وهم من أدرك وسمع ممن تأخر موته من الصحابة في الأمصار، الواحد والاثنين والعدد اليسير، كمن سمع من أنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبي أمامة الباهلي.

وهؤلاء مثل: ابن شهاب الزهري، وقتادة بن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحميد الطويل، وشبههم.

فمراسيل هذه الطبقة ألصق بالمعضل منها بالمراسل، من أجل أن أكثر حديثهم حملوه عن التابعين، فإذا أرسل أحدهم فالمظنة الغالبة أن يكون أسقط من الإسناد رجلين فأكثر.

ولنقاد المحدثين نزاع في تقوية بعض المراسيل وتضعيف بعضها، وذلك تارة من جهة التسهيل في الاعتبار بها، لا من جهة كونها صحيحة صحة المتصل، وتارة: من أجل أن الاستقراء لتلك المراسيل دل على أنها محفوظة من وجوه ثابتة.

وفي الحالتين جميعاً ما يدل على أن المرسل ضعيف لذاته لنقص شرط الاتصال في الرواية، وإنما يكتسب القوة بسبب خارجي.

وهذه أمثلة من أقوالهم في طائفة من أئمة التابعين مختلفي الطبقات، تحرر ذلك إن شاء الله:

[القول في مراسيل سعيد بن المسيب]

قال أحمد بن حنبل: " مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات " (١)، وقال: " مرسلات سعيد بن المسيب صحاح، لا نرى أصح من مرسلاته " (٢).


(١) أخرجه يعقوب بن سُفيان في " المعرفة والتاريخ " (٣/ ٢٣٩ _ ٢٤٠) ومن طريقه: الخطيب في " الكفاية " (ص: ٥٧١) وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه البيهقي في " الكبرى " (٦/ ٤٢) وإسناده صحيح .......

<<  <  ج: ص:  >  >>