للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بخلاف ابن عوف، فإنه رجل متروك الحديث.

وربما رجع أصل الوهم إلى رواية من نسخة من أصول " تاريخ " البخاري، لأن العقيلي وابن عدي إنما يرويانه عنه من جهتين مختلفتين.

وتارة يكون الوهم من قبل الناقد نفسه، كأن يسأل عن راو قد اشترك مع آخر مجروح عنده في اسم أو نسب، فيجيب بحكمه في المجروح، كالمثال المتقدم عن يحيى القطان في (المقدمة الخامسة).

[المقدمة الحادية عشرة: التحقق من لفظ المنقولة عن الناقد]

ومن ذلك أن يأمن التصحيف أو التحريف للعبارة بما قد يحيل معناها، مثل ما وقع في كثير من الكتب من تحريف قول عبد الله بن عون البصري في (شهر بن حوشب): " نزكوه " بالنون والزاي في أوله، حرفت إلى " تركوه " بتاء فوقية في أوله فراء، في كثير من المراجع، وبين العبارتين فرق كبير في المعنى، فمعنى: (نزكوه) قال مسلم بن الحجاج: " أخذته ألسنة الناس، تكلموا فيه " (١)، وقال عياض: " معناه: طعنوا عليه، مأخوذ من النيزك، وهو الرمح القصير " (٢).

ومن قبيح التحريف أيضاً ما وقع في " الميزان " للذهبي في ترجمة (أبي صالح باذام مولى أم هانئ): " وقال إسماعيل بن أبي خالد: كان أبو صالح يكذب، فما سألته عن شيء إلا فسره لي " (٣). وصواب العبارة: " كان أبو صالح يكتب " (٤).

ومن ذلك أن يقف على سياق لفظ الناقد بتمامه، لا يبني على اللفظ


(١) مقدمة صحيح مُسلم (ص: ١٧) وقد أخرج الأثر عن ابنِ عونٍ بإسناد صَحيح.
(٢) إكمال المعلم (١/ ١٣٤).
(٣) ميزان الاعتدال (١/ ٢٩٦).
(٤) الضعفاء، للعُقيلي (١/ ١٦٥)، والكامل، لابن عدي (٢/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>