للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الرابع:

متى يترك حديث الراوي؟

عمت مما تقدم في (تفسير التعديل) أن ضبط الراوي يعرف مقارنته بحديث الثقات المعروفين، فإن وافق فيما نقل ولو معنى، أو غلبت عليه الموافقة وندرت المخالفة وتميزت؛ فهو ضابط.

لكن أعلم أن السلامة من الغلط والوهم ليست واردة على أحد من رواة الحديث وإن وصف بكونه " أمير المؤمنين في الحديث ".

لذا فالخطأ النادر المتميز من الثقة، في راو أو إسناد أو متن، لا يسقط به الثقة، إنما يرد من روايته ذلك الخطأ.

قال سفيان الثوري: " ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، إذا كان الغالب على الرجل الحفظ فهو حافظ، وإن غلط، وإن كان الغالب عليه الغلط ترك " (١).

وقال عبد الله بن المبارك: " ومن يسلم من الوهم؟ " (٢).


(١) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: ٢٢٧ _ ٢٢٨) بإسناد جيد.
(٢) أخرجه ابنُ عدي في " الكامل " (١/ ١٩١) بإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>