قال علي بن المديني:" التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم "(١).
قلت ومعرفة الرجال تبدأ بهذه الخطوة، وهي (تمييز الراوي)، فالبحث فيه يمثل (المرحلة الأولى)
من البحث في الأسانيد، وذلك مقدمة لتمييز درجة الحديث من جهة صحته أو إعلاله.
وغاية البحث هنا هي: التحقق من أعيان النقلة، فإن الإسناد سلسة من الرواة، هذا مذكور باسمه،
وآخر بكنيته، وثالث بنسبه، ورابع بلقبه، وهكذا، فالوقوف على تعيين المراد بكل يحتاج إلى تأصيل يقي من الوقوع في الغلط في هذا الباب، فإن المطلوب في كل راوٍ أن تعرف منزلته من جهة العدالة والأهلية للرواية أو عدم ذلك، ولا سبيل إلى الوقوف على حقيقة أمره إلا بتمييز شخصيته.
وهناك طريقان يستعان بهما للوصول إلى تمييز الراوي:
(١) أخرجه الرَّامهرْمُزي في " المحدث الفاصل " (ص: ٣٢٠) _ ومن طريقه: الذهبي في " السير " (١١/ ٤٧ _ ٤٨) _ وإسناده صحيح.