للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وإبراهيم هذا متروك ليس بثقة.

نعم، ربما أبهم الراوي شيخه لكونه حدث عنه في حياته، أو لكونه من أقرانه أو أصغر منه، كما في أسباب التدليس.

حدث أبو إسحاق الفزاري بحديث فقال فيه: عن رجل من أهل الشام، عن أبي عثمان، عن أبي خداش، فقال أبو حاتم الرازي: " هذا الرجل من أهل الشام هو عندي بقية، وأبو عثمان هو عندي حريز بن عثمان "، وقال في سبب إبهام بقية: " وإنما لم يسمه أبو إسحاق؛ لأنه كان حيا في ذلك الوقت " (١).

قلت: كانا قرينين، ومات أبو إسحاق قبل بقية.

[كيف يثبت الانقطاع؟]

الصورة الثانية من الانقطاع ظاهرة، فإبهام راو في الإسناد علامة صريحة فيه.

وإنما تحتاج الصورة الأولى إلى طريق تميز بها، وجملة الطرق التي يستعان بها لمعرفة ذلك خمسة:

الأول: التنصيص على عدم السماع.

ويقع:

تارة من الراوي نفسه، وهو قليل، كقول عمرو بن مرة: قلت لأبي عبيدة (يعني ابن عبد الله بن مسعود): تذكر من أبيك شيئاً؟ قال: " لا " (٢).


(١) نقله ابنه في " علل الحديث " (رقم: ٩٦٥).
(٢) أخرجه أحمد في " العلل " (النص: ٤٥٦) وابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص: ٢٥٦) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>