للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري في صحيحه إلا أن أبا زرعة الرازي سئل عن بعض ما رواه عن عبد الله بن لهيعة، وفيه المنكر؟ فقال: " لم يكن عندي عثمان ممن يكذب، ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ، أملى عليهم مالم يسمعوا فبلوا به " (١).

قلت: وخالد هذا كذاب معروف.

وقد قال أبو نعيم الأصبهاني في رواية الجني هذه: " في إسناده نظر " (٢)، وقال الهيثمي: " في إسناده من لا يعرف، وعثمان بن صالح لا أراه أدرك أحد من الصحابة " (٣).

[كيف تثبت الصحبة؟]

تثبت الصحبة بطريق من الطرق التالية:

١ _ التواتر، كصحبة حمزة بن عبد المطلب، وأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

٢ _ الشهرة والاستفاضة، كصحبة كثيرين، علم كونهم من الصحابة بمجيء ذكرهم في الأخبار المعروفة، كياسر والد عمار، وخبيب بن عدي، أو بالرواية عنهم من وجوه عدة تحصل بمثلها الشهرة.

٣ _ صحة الإسناد إلى من قال: (سمعت رسول النبي صلى الله عليه وسلم).

٤ _ الخبر الثابت إلى من هو معروف من الصحابة: أن فلاناً صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أو يذكره في سياق ما يفيد صحبته. مثال: الحارث بن وقيش.

٥ _ أن يخبر عن نفسه أن له صحبة، ويثبت الإسناد عنه بذلك.


(١) سؤالات البرذعي (٢/ ٤١٧ _ ٤١٨).
(٢) معرفة الصحابة (٤/ ٢٠٤٥).
(٣) مجمع الزوائد (٢/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>