للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسائر قول ابن عدي مع النظر في كلام غيره من نقاد الحديث في (حسام) هذا، يتبين أن حسن الحديث هنا لم يرد به المعنى الاصطلاحي له، إنما ما يكون من حديث الراوي صالحاً للاعتبار.

خلاصة ما تقدم:

استعمال مصطلح (الحديث الحسن) قديم لأهل العلم بالحديث، واقع في كلام المتقدمين، يعنون به مرتبة من مراتب القبول والاحتجاج، وإنما كان للترمذي فيه فضل الإبراز والتعريف.

[تنبيهان:]

الأول: وقع إطلاق لفظ (حديث حسن) في كلام بعض المتقدمين، يعنون به الغريب، وليس هذا من المعنى الاصطلاحي في شيء، والقرينة هي التي أخرجت المراد به عن المعنى المتقدم.

فمن ذلك:

قول وكيع بن الجراح: " كل حديث حسن عبد السلام بن حرب يرويه " (١).

فهو يشير إلى أفراده وروايته الغرائب، وليس هذا من الحسن الاصطلاحي.

ومن هذا ما حدث به أمية بن خالد، قال: قلت لشعبة: ما لك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: " تركت حديثه "، قال: قلت: تحدث عن فلان وتدع عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: " تركته "، قلت: إنه كان حسن الحديث، قال: " من حسنها فررت" (٢).


(١) أخرجه العُقيلي (٣/ ٧٠) بإسناد صحيح .......
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في " تقدمة الجرح والتعديل " (ص: ١٤٦) والعقيلي في " الضعفاء " (٣/ ٣٢) وابن عدي في " الكامل " (٦/ ٥٢٥) _ ومن طريقه: البيهقي في " الكبرى " (٦/ ١٠٦) _ والخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (رقم: ١٢٩٦) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>